185

Los marginados

الحرافيش

Géneros

فقال بنبرة الوعظ وهو يمضي: حتى يلتف الحبل بعنق القاتل يظل مصرا على براءته!

43

ورأت يوما محمد توكل شيخ الحارة فدعته إلى دكانها. أكرمته وقالت له: لعلك تدرك ما أعانيه من متاعب.

فقال الرجل مجاملا: كان الله في عونك. - ولكنك وحدك من يعرف الحقيقة. - الحقيقة؟! - حقيقة التهمة.

فقال توكل بلباقة: لا أعرف إلا ما أسفر عنه التحقيق. - ولكنه أقسم لي بأنه بريء. - ثبت أنه قتل البنت، ثم هرب.

تنهدت محاسن يائسة، ثم قالت: حدثني عن أهل زوجي وأبنائي.

فقال محمد توكل باسما: إنهم من صلب فتوات قدامى يروون عن سيرهم ما يشبه المعجزات، ولكني لا أصدق خيال أهل حارتنا؛ فهم يؤمنون بأن الخير بدأ وانتهى في ماض غامض، ولا يفرقون بين الحقيقة والحلم. يفكرون بعواطفهم، ويحكمون على الأشياء بتعاستهم، ويصدقون أن الملائكة هجرت سمواتها ذات يوم لتحمي هذا أو ذاك من أجدادهم. - هل الفللي منهم؟ - كلا، انتهى زمان فتونتهم، لم يعد أحد منهم يفكر فيها، أكثرهم اليوم فقراء أو من أهل الحرف، ولكن زوجك ينتمي إلى الأسرة الغنية الوحيدة فيهم؛ فعمه المعلم خضر من كبار التجار، وكذلك شقيقه رضوان، هل تنوين تسليمهم الأبناء؟

فبادرت تقول: كلا، لن أتخلى عن أبنائي، ولست في حاجة إلى أحد، وما سألتك إلا لأعرف ما ينبغي معرفته. - قد يطالبون بهم ذات يوم؟

فقالت محاسن بحرارة: سأحتفظ بهم ما وجدت إلى ذلك سبيلا.

فقام شيخ الحارة وهو يقول: كان الله في عونك.

Página desconocida