وها هو خبر ينتشر أن محمد توكل يسعى إلى مصاهرة تاجر الخردة. لعله جاء في صحبة الفللي فقادته عيناه إلى زوجة جديدة. سوف يمسي من أهل بولاق بقدر ما هو من أهل الحسين. لم تعد بولاق بالمأوى الآمن.
أجل، لم تعد بولاق بالمأوى الآمن.
37
قالت له محاسن وهي تتفرس في وجهه: في قلبك شيء.
كان الأبناء قد ناموا، وكانت تحوم حوله في زينتها الحلوة، فآنست منه ما خيب حلمها. قال: في قلبي أشياء.
سلمت للخيبة وتساءلت: التجارة؟
فتمتم بحزن: التجارة رابحة، ولكن أمامي رحلة طويلة ... - الصعيد؟ - ربما. - ولكن ما السبب؟
فتجاهل سؤالها قائلا: سوف تطول أعواما. - أعوام؟! خذنا معك. - أتمنى ذلك ولكنه مستحيل.
فقطبت في ريبة، فقال: رحلة مطارد لا رحلة تاجر! - مطارد؟!
فتنهد قائلا بأسى: إليك قصة المطارد المظلوم يا محاسن!
Página desconocida