La verdad: un mensaje que incluye respuestas para probar la doctrina de Darwin sobre el origen y la evolución
الحقيقة: وهي رسالة تتضمن ردودا لإثبات مذهب دارون في النشوء والارتقاء
Géneros
48 •••
وإذا نظرنا إلى الاجتماع نظرا عمليا من حيث ذلك كله لزمنا القول: إن الشرقي فيه اليوم على نوع خاص فضلة لا عمدة، وهو في علومه حتى اليوم حالم، أي إن علمه نظر أكثر منه عمل، والمدارس التي تعلمه العلوم الحديثة لا تخرج في تعليمها عن هذا الحد، فهو في الاجتماع شريك سلبي لاقتسام المنفعة، لا إيجابي للعمل لها، بل هو يقتسمها مرغما في ورودها إليه من الخارج، ويقوم في سبيلها معارضا من الداخل، وإذا استثنينا اليابان نوعا نقول: إن هذا الحكم يشمل اليوم أهل الشرق الأقصى والأدنى وسواهم ممن شاركهم في جمودهم من الأمم التي لا شأن لها اليوم في العلم العملي الراقي، ولو أطلقنا عليهم شريعة «شو»،
49
وهي كشريعة النحل في الإبقاء على النافع وقتل غير النافع،
50
لوجب أن يهلكوا عن آخرهم، بل لوجب أن يباد أكثر البشر في المعمورة كلها باعتبار هذا النافع منطبقا على مرامي أرقى فكر اليوم؛ لأن القسم العامل لصلاح المجتمع حتى في البلاد الراقية ليس إلا دون الطفيف، لولا أن هذه النظرية من حظ الاجتماع غير ممكنة؛ لأن الاجتماع مدفوع إلى الصلاح بطرق عملية أصح ليس فيها شيء من هذا التبذير. ولو أمكن العمل بهذه الشريعة لما درينا أين يكون مقام «شو» وأمثاله في هذا التنازع العنيد؛ لأن الأقوى ليس الأصلح دائما، ولا هو واحد في كل حال.
51
و«شو» يزعم، وزعمه فاسد، أنه يستند إلى مذهب دارون في بقاء الأنسب، لا بالانتخاب الطبيعي فقط، بل بالانتخاب الصناعي أيضا، ومن رأيه أن هذا الانتخاب الأخير المعقول يجب أن يكون غرض الاجتماع البشري العاقل إلى أن يبلغ الغاية من ارتقائه بخلق الإنسان الأسمى أو «السبرمان»، كما يسميه بلغة الإنكليز،
52
وشو متفق في ذلك مع الفيلسوفين الألمانيين «شوبنهور» و«نتشه »، في أن شريعة الاجتماع كشريعة الطبيعة نفسها، لا يجب أن تعرف شفقة ولا رحمة، فتقتل العاطل أو تمنع تناسله، ولا تبقي إلا على الأنسب.
Página desconocida