La Bolsa Azul
الحقيبة الزرقاء: رواية عصرية أدبية غرامية
Géneros
فقالت متلعثمة: هل تعني ما قلت يا سيدي؟ - إن ما أقوله هو أمنيتي فهل يسوءك؟ - كلا، وإنما زعزع قوامي؛ لأنه سعادة مفاجئة. - كذا كانت سعادتي في هذا المساء يا حبيبتي، وما أعظم السعادة إذا كانت مفاجئة! - إني أخاف يا عزيزي روبرت أن تكون هذه السعادة المفاجئة حلما سريع الزوال. - لا سمح الله يا أليس.
فتنهدت أليس متمتمة لنفسها: أشكر الله لأنه لم ينس صبري وإخلاصي.
ثم رفعت صوتها قائلة: ولكن ... - ماذا؟ - أرى أن بيني وبينك يا سيدي عقبة صعبة المرتقى جدا. - لا عقبة تستطيع الحيلولة بين القلوب المتفاهمة، فماذا تعنين؟ - أنسيت أن سيادة اللايدي بنتن والدتك قد أنكرت يد اللايدي لويزا على إدورد ابن عمتي؛ لأنها كانت تظنه من العامة لا ينبض فيه دم النبلاء؟
فضحك روبرت قائلا: حقك أن تظني هذا الظن، ولكن لا أخفي عليك أن سرور أمي بإدورد ابن أخيها خفف جدا من غلوائها، وأزال كل حقد من قلبها على أبيك، وصارت تنظر إليه كصديق كبير عريض الجاه عالي المقام، وإدورد نفسه لم يدخر جهدا اليوم بالتأثير على والدي أن خاله المستر هوكر رجل عظيم في عقله نبيل في قلبه شريف في مبادئه، وأنه - أي إدورد - إذا كان يتصف بحسنة؛ فلأن خاله رباه على يديه، وقد عرض إدورد بذكرك كثيرا في هذا النهار، وامتدح صفاتك حتى تعلقنا كلنا بك قبل أن نراك، ولما رأيناك وجدنا الحبر أفضل من الخبر. - لا ريب أن إدورد خلبكم بسحر بيانه، فأوهمكم أن لي محاسن تستحق ثناءكم، فكم أنا مدينة للطفه! - لم نعد في حاجة إلى شهادة يا أليس، ها أنت بيننا وكلنا معجبون بما أنسناه من لطفك وأدبك، فإذا كنت تتوهمين أن والدي عقبة في سبيل حبنا فأنت مخطئة؛ لأني استشرتهما بالأمر فأظهرا تمام الرضى.
ثم تناول روبرت يد أليس وهم أن يقبلها، فاجتذبتها منه قائلة: عفوك يا حبيبي أنت استشرت أبويك وأنا لي أب. - أتظنينه يأبى؟ - يستحيل أن يأبى، ولكن واجب الأدب ... - يقتضي أن يستشار، نعم يستشار، لا أنكر ذلك، وإنما خاطبتك أنا أولا بهذا الموضوع لكي أعلم رغبتك حتى إذا استحسنت الأمر كلم أبواي أباك بشأنه، وها أنا مخبرهما بنتيجة حديثنا.
وعند ذلك انفرد روبرت بأبويه وأخبرهما خلاصة حديثه مع أليس، فانفردت اللايدي بنتن بالمستر هوكر، وقالت: أي شيء كان ألذ لك في هذا المساء يا مستر هوكر؟ - أن أرى إدورد ولويزا يتمازحان فيتغاضبان هنيهة ويتراضيان أخرى، فكانت كل حركة من حركاتهما نقرة على وتر السرور في قلبي، أما لذ لك ذلك يا حضرة اللايدي بنتن؟ - بالحقيقة سرني جدا، ثم سرني شيء آخر مثله أيضا، أما لاحظته؟
فضحك ضحكة المتجاهل قائلا: ماذا؟ لم ألحظ غير أمر إدورد ولويزا. - يستحيل إلا أن تكون قد لاحظت تجامل أليس وروبرت. - نعم، لاحظت شيئا من ذلك فنسبته إلى لطف اللورد روبرت الفائق نحو ابنتي، ولا سيما لأنها ضيفته لأول زيارة. - ما هو لطف يا مستر هوكر، بل هو حب. - لا أظن اللورد روبرت يعبأ بمثل أليس يا مولاتي. - ليست لويزا بأفضل من أليس يا مستر هوكر، والذي ربى إدورد هذه التربية السامية ربى أليس، وكما ربيت لي إدورد ربيت لك روبرت، فأليس وروبرت حبيبان الآن فلا أظنك إلا تسر بأن يكونا زوجين. - ولكن هل تحققت ما تقولين يا سيدتي؟! - نعم، فقد اطلعت على أفكار روبرت بهذا الشأن، وهو نقر على وتر قلب أليس فسمعه مجاوبا لوتر قلبه، وأنا واللورد بنتن فرحان بهذا التوافق، وأنت؟ - لي الفرح الأكبر.
ثم تصافحا وامتزجا بين البقية، وأعلنت اللايدي بنتن الأمر للجميع؛ فبادلوا بعضهم التهاني، وأتموا سهرتهم في منتهى الهناء والصفاء. •••
بعد بضعة أسابيع نشرت جرائد إنكلترا أن قد زفت اللايدي لويزا بنتن إلى ابن خالها اللورد إدورد سميث، والمس أليس هوكر إلى اللورد روبرت بنتن في مساء يوم واحد في قصر كنستون في احتفال أنيق حضره معظم نبلاء لندن وكبارها.
Página desconocida