83

Haqeeqat-ul-Tawheed

حقيقة التوحيد

Editorial

دار سوزلر للطباعة والنشر

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٩٨٨م

Géneros

إِن من لَا يقدر على أَن يتَصَرَّف فِي الْكَوْن كُله لَا يُمكن أَن يكون مَالِكًا ملكا حَقِيقا لأي جُزْء مِنْهُ ولنوضح هَذِه الْآيَة المميزة إِن موجدات الْكَوْن بأنواعها الْمُخْتَلفَة تتعاون فِيمَا بَينهَا تعاونا وثيقا وَيسْعَى كل جُزْء مِنْهَا لتكملة مهمة الآخر وَكَأَنَّهَا تمثل بمجموعها وأجزائها تروس معمل بديع ودواليبه الَّذِي يُشَاهد فِيهِ هَذَا التعاون بوضوح فَهَذَا التساند وَهَذَا التعاون بَين الْأَجْزَاء وَهَذِه الاستجابة فِي إسعاف كل مِنْهَا لطلب الآخر وإمداد كل جُزْء للجزء الآخر بل هَذَا التعانق بَين الْأَجْزَاء والاندماج يَجْعَل من أَجزَاء الْكَوْن كُله وحدة متحدة تتعصى على الانقسام والانفكاك يشبه فِي هَذَا وحدة أَجزَاء جسم الْإِنْسَان الَّذِي لَا يُمكن فك بَعْضهَا عَن الْبَعْض الآخر لشدَّة مَا بَينهَا من الترابط والاندماج نفهم من هَذَا إِن الَّذِي يمسك زِمَام عنصر وَاحِد فِي الْوُجُود إِن لم يكن زِمَام جَمِيع العناصر بِيَدِهِ لَا يَسْتَطِيع أَن يسيطر على ذَلِك العنصر الْوَاحِد أَيْضا إِذا فمظاهر التعاون والتساند والتجاوب والتعانق الْوَاضِحَة على وَجه الْكَوْن إِنَّمَا هِيَ آيَات كبرى وبصمات ساطعة للتوحيد

1 / 100