159

Haqeeqat-ul-Tawheed

حقيقة التوحيد

Editorial

دار سوزلر للطباعة والنشر

Edición

الثانية

Año de publicación

١٩٨٨م

Géneros

حتما من فزعه وخوفه من هول مَا يُحِيط بِهِ من بلايا وسيشعر بحالات اليمة تذكره بِعَذَاب جَهَنَّم وَهَذَا مَا لَا يتَّفق وَكَمَال روح الْإِنْسَان المكرم إِذْ يسْتَلْزم سُقُوطه إِلَى هاوية الذل والمهانة مِمَّا يُنَافِي النظام المتقن الْقَائِم فِي الْكَوْن كُله أَي أَن هَاتين النقطتين نقطة الاستمداد والاستناد ضروريتان لروح الْإِنْسَان فالخالق الْكَرِيم ينشر نور مَعْرفَته ويبثها فِي وجدان كل إِنْسَان من هَاتين النافذتين نقطة الاستمداد ونقطة الِاسْتِنَاد فمهما أطبق الْعقل جفْنه وَمهما أغمض عينه فعيون الوجدان مفتحة دَائِما
وَهَكَذَا فشهادة هَذِه الْبَرَاهِين الْأَرْبَعَة الْعَظِيمَة القاطعة تدلنا على أَن الْخَالِق الْجَلِيل كَمَا أَنه وَاجِب الْوُجُود أزلي وَاحِد أحد فَرد صَمد عليم قدير مُرِيد سميع بَصِير مُتَكَلم حَيّ قيوم فَهُوَ متصف كَذَلِك بِجَمِيعِ الْأَوْصَاف الجلالية والجمالية لِأَن مَا فِي الْمَخْلُوقَات من فيض الْكَمَال إِنَّمَا هُوَ مقتبس من ظلّ تجلي كَمَال خالقه الْجَلِيل فبالضرورة يُوجد فِي الْخَالِق سُبْحَانَهُ من الْحسن وَالْجمال والكمال مَا هُوَ أَعلَى بدرجات غير متناهية وبمراتب مُطلقَة من عُمُوم مَا فِي الكائنات من الْحسن والكمال وَالْجمال ثمَّ إِن الْخَالِق سُبْحَانَهُ منزه عَن كل

1 / 177