Nostalgia por el mito: Capítulos en pseudociencia
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
Géneros
law of similia ، وقد أفاض هانمان في تبيان أدلة ممنهجة على ذلك، حيث كان يعطي أفرادا أسوياء أعشابا متنوعة ومعادن ومواد أخرى ويدون أي أعراض تنشأ لديهم، وقد ضمن نتائجه كتبا مرجعية له هي ال
materiel medico
التي ما زال المعالجون المثليون يعتمدون عليها اليوم، ورغم أن ربطه البسيط بين السبب والعلاج يضفي على الطب المثلي جاذبية حدسية معينة فقد أثبتت الدراسات البحثية أن الطب المثلي غير ذي فاعلية.
ثمة مبدأ مؤسس آخر للطب المثلي ربما يكون أكثر كشفا لعبثيته، وهو «قانون اللامتناهيات في الصغر»
law of infinitesimals
الذي يتبع أيضا نوعا بدائيا من المنطق. لقد لاحظ هانمان أنه كلما قلت المادة المعطاة للشخص السوي قلت شدة الأعراض الناتجة، فاستنتج أنه كلما قل تركيز العلاجات المعطاة للمريض زادت قدرتها على تخفيف أعراضه؛ وعليه فإن كتب الطب المثلي تسهب في وصف طريقة خلق تخفيفات قصوى لشتى الأدوية، وتصل التخفيفات الموصى بها في بعض الحالات إلى جزء من المكون الفعال لكل ديسيليون جزء من الماء. إن من المستبعد عند هذه التركيزات أن يحتوي ما يعطى للشخص - حقا - على أي قدر من المكون الفعال المفترض، غير أن المعالجين المثليين يصرون على أن تدخلاتهم العلاجية فعالة، وأنها تكون أكثر فاعلية كلما انخفضت تركيزاتها. مرة أخرى يثبت البحث العلمي غير ذلك.
46
وينسحب هذا المبدأ نفسه (الشبيه يلائم الشبيه) على اعتقادات حدسية للناس في التغذية، فأيما صفة بسيطة توجد في أطعمة معينة سوف تنتقل مباشرة إلى الشخص الذي يأكلها. الشبيه يدعم الشبيه: «أنت هو ما تأكله.» هذا الاعتقاد بالطبع صحيح في بعض الأحيان: فنحن نسمن إذا أكثرنا من أكل الدهون، وجلدنا يكتسب مسحة برتقالية إذا أكثرنا من أكل الكاروتين (مركب موجود في الجزر والطماطم). غير أن هذا الاعتقاد يعاني مبالغات خرافية في كثير من الأحيان: يذكر عالم النفس باول روزن أنه طلب من مجموعتين من طلبة الكلية أن يدلوا بتنظيراتهم حول أعضاء ثقافتين بدائيتين افتراضيتين من حيث الشخصية والصفات الجسدية: ووصف إحدى القبيلتين بأنها تأكل الخنزير البري وتصطاد السلحفاة البحرية من أجل درقتها، ووصف القبيلة الأخرى بأنها تأكل سلحفاة البحر وتصطاد الخنازير البرية من أجل أنيابها، فجاءت استجابات الطلبة تشير إلى أن سمات أعضاء القبيلة - الجسمية والشخصية - تضاهي خصائص الطعام الذي يأكلونه؛ فقد اعتبروا آكلي السلاحف أكثر كرما وأمهر في السباحة، واعتقدوا أن آكلي الخنازير البرية أكثر عدوانية ورجحوا أن لديهم لحى، ذلك أن ما نأكله يحدد - على نحو تفصيلي - ما هو نحن.
47
وبالمثل تقوم «علاجات» غذائية عديدة لالتهاب المفاصل على افتراض أن الخواص الخارجية للطعام ستبقى بعد الهضم، وأن هذه الخواص سيكون لها داخل الجسم نفس التأثير الذي تؤتيه خارجه. يحاج د. دان دال ألكسندر - مؤلف كتاب «التهاب المفاصل والحس المشترك» - بأن بوسعك أن تحارب التهاب المفاصل بأن تقوم بتزييت مفاصلك بمعنى الكلمة، وهو يوصي بأن يتناول مرضى المفاصل كميات جزيلة من الزيت وألا يشربوا ماء أثناء الوجبات التي تحتوي على الزيت؛ (لأنهما لا يمتزجان ومن ثم فإن الماء قد يدمر الخواص التزليقية للزيت). وبنفس المنطق يوصي د. ديفورست جارفيس مؤلف كتاب «الطب الشعبي»
Página desconocida