Nostalgia por el mito: Capítulos en pseudociencia
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
Géneros
32
ويبدو أن هذا الوصف التنقيحي يحصر ما حدث أثناء تجربة واطسون ورينور على نحو أدق، غير أن هذا الوصف أيضا قد تشكل بواسطة عمليتي الإبراز والطمس؛ فألبرت - وفقا لهذا الوصف - قد أبدى استجابة رهابية تجاه: «الفئران والأرانب وأشياء فرائية أخرى»، وهي استجابة «لم تنطفئ سريعا».
33
وهذا حديث لا يتفق مع حقيقة أن ألبرت لم يختبر إلا بفأر واحد وأرنب واحد، وأن الدليل على أن مخاوفه كانت طويلة الأمد هو دليل مشكوك فيه إلى أقصى حد كما قد رأينا. (3-6) كيف ينبغي تقييم دعاوي العنعنة في وسائل الإعلام؟
انظر في المصدر: تمعن في مصدر الرواية، وانظر إن كان مصدرا خبيرا حقا مضطلعا بالشأن الذي يتحدث عنه، فإذا كان الحديث - مثلا - عن مدى انتشار الإيدز، فالأمثل أن يكون المتحدث متخصصا في الوبائيات
epidemiology ، وليس في العلاج الجنسي أو في الغناء أو التمثيل، واعلم أن وسائل الإعلام بارعة في الإيهام بوجود مصدر خبير حيث لا خبرة، أو حيث الخبرة هي في مجال آخر، أو - في أفضل الأحوال - في مجال قريب ولكن مغاير (مجال العلاج الجنسي مثلا غير مجال وبائيات الأمراض الجنسية).
ثق بالوقائع ولا تثق بالإسقاطات: حتى إذا كنت تصغي إلى متخصص حقيقي، فمن الحصافة أن تثق فيما يرويه من وقائع وأن تتحفظ - بعض الشيء - فيما يتعلق بتنبؤاته بما سيحدث في المستقبل، فكم أخطأ خبراء الأرصاد في تنبؤاتهم بطقس الغد! وكم أخطأ خبراء الاقتصاد في قراءة مآلات الأمور الاقتصادية وفقا للمؤشرات المتاحة، وبصفة عامة: كن حذرا تجاه أولئك الذين يحدثونك عن المستقبل.
34
كن بالمرصاد لأي إبراز أو طمس، حتى فيما ينقل عن الإحصاءات العلمية المتخصصة؛ فقد تعاني هذه الإحصاءات إبرازا وطمسا حين يتناولها من ينقل «عنها»! من ذلك أن يصدر عن مركز وبائيات متخصص تقرير يقول: إن هناك عددا يقع بين 500000 و1500000 من المصابين بالإيدز في الولايات المتحدة، إن العدد الأكبر هنا هو الأكثر إثارة، ومن ثم فإن الصحف - في الأغلب - سوف تسقط من حسابها هذا النطاق الرقمي العريض وتذكر العدد الأكبر فقط، وتكتب أن مركز الوبائيات قد أصدر تقريرا بأن هناك مليونا ونصف مليون حالة إيدز في الولايات المتحدة. وبصفة عامة: علينا توخي الحذر تجاه أي عبارة تقول: «عدد يبلغ كذا» أو «يصل إلى كذا» مبرزة الحد الأقصى لكي يسترعي انتباهنا، وطامسة كل ما عدا ذلك.
احترس من شهادة الآحاد
Página desconocida