Nostalgia por el mito: Capítulos en pseudociencia
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
Géneros
فإلى أن تصلنا نتائج مزيدة في حقل المناعة السيكولوجية ينبغي أن نضع باعتبارنا فكرتين؛ الأولى: أن معظم الدعاوى المتطرفة عن مدى تحكم العقل في الوظيفة المناعية (وهي دعاوى تروق دعاة الطب الكلي الذين ليسوا متخصصين في هذا المجال) هي دعاوى لا أساس لها على الأرجح، والثانية: أن العالم الذي تتضمنه هذه الدعاوي هو عالم غير مرغوب فيه، عالم ينقلب فيه حال المرء العضوي لدى تقدمه لامتحان عسير أو إلقاء كلمة أمام منتقدين أو علمه بوفاة كلبه، أو لدى تعرضه لعسر أو قلق أو غضب ... إلى آخر ذلك من الانفعالات الواردة بكثرة في مسيرة الإنسان والملازمة لعملية الحياة؛ إذ يبدو أن لمصلحة التطور ألا يرتبط جهاز المناعة كل الارتباط بالحالة النفسية وتقلباتها وأن يكون له بعض الاستقلال على أقل تقدير. (4-8) الجانب الآثم من الطب الكلي
يلح الطب الكلي على أن الفرد هو - في حقيقة الأمر - طبيب نفسه، وأن عليه من ثم أن يتبنى أسلوب حياة صحيا وأن يلم بأبعاد مرضه وبتفاصيل الخدمة الصحية المقدمة له. ويؤكد الطب الكلي على أن السواء الذهني والروحي شرط ضروري لتحقيق السواء البدني والكفاءة الجسمية، وأن الأفكار والمشاعر الملائمة من شأنها أن تدعم الصحة.
رغم أن هذا الحديث يبدو جميلا ومقبولا، فإن المبالغة فيه ترتكب إثما غائرا غير مرئي؛ فهي تحمل المرضى - ربما بنية طيبة - على أن يلوموا أنفسهم على مرضهم، وتسوغ أن يلومهم الآخرون. المريض إذن هو الذي جلب على نفسه المرض، والعاجز إذن جلب على نفسه العجز ... لا شيء يحيق بالمرء إلا والمرء هو من استدعاه.
إن الطب الكلي - شاء أم أبى - يبث في المريض اعتقادا بأنه السبب في مرضه، وأن عيوبه النفسية والروحية هي التي انهارت به في هاوية المرض وأوردته المهالك، وهو بذلك يضيف التقريع الذاتي إلى محنة المرض.
وما دامت علاقة الحالات النفسية بالمرض غامضة ما تزال، فليكن خطؤنا في جانب الحذر ولنكف عن اعتبار المرضى مساهمين - نفسيا وروحيا - في إحداث مرضهم. إن حملهم لثقيل بما يكفي، ولا وجه بعد لإضافة الإهانة إلى الأذى. (5) دور العلوم الإنسانية في مواجهة الاعتقادات المريبة
الغرض الحقيقي للمنهج العلمي هو أن يبرهن لك على أن الطبيعة لم تخدعك لتجعلك تظن أنك تعرف شيئا ما أنت في الحقيقة لا تعرفه.
R. Pirsig
كثير من الاستراتيجيات العلاجية والجهود التدريبية مصممة لكي تستأصل مصدر المشكلة القائمة، فإذا كان شخص ما لديه عدوى - على سبيل المثال - فمن الممكن علاج سبب العدوى بإعطائه مضادات حيوية، غير أنه في حالات أخرى يتعذر علينا إزالة مصدر المشكلة، عندئذ يكون علينا تعويض القصور الناجم عن المشكلة: فإذا تعذر علينا إزالة قصر النظر فنحن نعالجه بوصف عدسات مصححة، وإذا تعذر علينا إزالة الرغبة في الأكل لدى المصابين بالبدانة فإننا نصف لهم الحمية والتدريب الرياضي لتحقيق توازن بين مدخل السعرات ومخرجها.
51
ولما كان استئصال «الأنوية» تماما من أطفالنا أمرا متعذرا فنحن في تربيتهم نضاد ذلك بأن نبث فيهم مبادئ تعويضية مثل: «عامل الآخرين بمثل ما تحب أن يعاملوك به» أو «كما تدين تدان» أو «ماذا لو أن كل إنسان أباح لنفسه أن يفعل كما فعلت».
Página desconocida