ولكن الشاب قال بإصرار: استمع لي أولا يا أخي؛ فإن حياتي في مفترق الطرق.
فسكت الرجل وأردف الشاب: ستنتهي بعد أشهر مدة تمريني كطبيب امتياز في القصر، وقد أخبرني أستاذي الدكتور براون بأن النية متجهة إلى اختياري عضوا في بعثة كلية الطب.
فأحس الرجل بارتياح غير منتظر وقال بفرح: مبارك، مبارك. أنت أهل لذاك بغير شك.
والظاهر أنه كان لدى الشاب ما يقوله غير ذلك؛ لأنه قال بارتباك بصوت خافت: ولكني ... أعني ... أريد أن أقول ... إني إذا سافرت فلن أسافر منفردا. - لا أفهم شيئا.
في الواقع إنه يفهم كثيرا، أو يفهم على الأقل ما جعل قلبه يرتد إلى الجفول، وكان الشاب قد تغلب على ارتباكه فقال: سأسافر زوجا إن شاء الله.
يا لها من مفاجأة .. إنه لم يسبق لك التحدث إلى أحد في هذا الموضوع .. أليس كذلك؟ - كلا. - هل نبت في رأسك على حين غرة؟ - كلا، ولكني كنت أوثر الصمت حتى أخرجني عنه السفر المنتظر.
وسكت الأخ لحظة يغالب عواطفه ثم قال: هل أفهم من ذلك أنك وفقت إلى الاختيار؟
فأحنى الشاب رأسه، وأشار بذقنه إلى بيت الجار وقال: سمارا.
وساد الصمت، وقلق الشاب لسكوت أخيه، فسأله بلهفة: ما رأيك يا أخي .. ألا تعجبك؟
فقال الآخر بسرعة: نعم الاختيار .. نعم الاختيار.
Página desconocida