لايرتس :
قد جعلت أمتعتي في المركب، وبقي علي أن أستودعك الله يا شقيقتي، وأن أوصيك متى وجدت ريحا موافقة أن تبعثي إلي بأنبائك.
أوفيليا :
أترتاب في ذلك؟
لايرتس :
أما «هملت» فلا تحملي مطارحاته إلا على بدوات المزاج، ومداعبات الصبي، أما رأيت البنفسجة. كيف تنمو، وكيف تشب متى حركها شباب الطبيعة، إنها لتترعرع وشيكة، ولكنها سريعة الزوال، ثم إنها لتتضوع عبيرا، وتجمل حلية، ولكنها لا تمكث في الأرض، وما العبير الفائح والكلمات الغزلية سوى دقيقة وتنقضي.
أوفيليا :
عجبا. ألا شيء سوى ما تقول؟
لايرتس :
لا شيء أكثر مما أقول صدقيني. لعله يحبك كزعمه ولعله منزه الرغبة عن الرجس حتى الساعة، ولكنه يجب عليك أن تخشي علو قدره؛ لأن إرادته ليست ملكا له، بل هو أسير مولده، ومحتده، فلا يستطيع التخير لنفسه؛ لأن سلامة الملك مرتبطة بخيرته، وخيرته ينبغي أن يقرها الجسم الذي هو رأسه، فاحذري يا «أوفيليا» أن تطلقي لهواه العنان في فؤادك، وأن تنوليه من ودك أكثر من أدب التحية، إن العذراء الحريصة على عرضها لتسرف في الجواد به إذا سمحت للقمر بمطالعة جمالها، والفضيلة أبين ما تكون لا تنجو من سهام النميمة، أغلب ما يقرض الدود مواليد الربيع قبل أن تنعقد براعمها، وإن أشد الأنفاس عدوى وخطرا لأنفاس النسمات الندية في بكرة الشباب، فكوني على حذر، وأكثر ما تكون النجاة فبالخوف والاجتناب.
Página desconocida