أقم فلا طيرة ولا شؤم، لا تسقط ريشة من طائر إلا بإذن من رب السماوات، إن كانت الساعة قد دنت، فلا راد لها، وإلا فهي آتية يوما لا محالة، العبرة بالاستعداد للقاء الله، هل على المرء الذي يفارق ما لا يعرف، أن يجزع إذا عجل بالفراق. (يدخل الملك والملكة و«لايرتس» والبطانة و«أوزريك» وخدم) (الملك يضع يد «لايرتس» في يد «هملت».)
هملت :
اغفر لي يا سيدي إهانتي لك غفران المسماح، النبيل، هؤلاء الأشهاد يعرفون - وقد تكون علمت كما علموا - أنني أصبت باختلال في قوى العقل، فكل ما فعلته مما يمس إحساسك، أو شرفك، ويستدعي قسوتك وجفاءك، فإنني أعلن هاهنا أنه من الجنون لا مني. أ «هملت» هو الذي خدش كرامة «لايرتس»؟ إن كان «هملت» الذي به خبال. فنعم، وإن كان «هملت» السليم العقل فلا، وليس ل «هملت» المسكين من عدو ألد من جنونه، فيا سيدي إني بمسمع ومرأى من هذه الجماعة، أنبذ كل نية سوء في حقك، وأتقدم إلى نفسك الكريمة الطاهرة بطلب الصفح عما لم يرضك مني، وما أنا إلا رام سهما من وراء بيت أخطأ سهمه، فأصاب أخاه.
لايرتس :
لقد أرضاني هذا الإقرار إرضاء وافيا بمرام من قلبي، فلم يبق بي أدنى نزوع إلى الانتقام، غير أنه بقي علينا أن نقوم بما يقتضينا الشرف من المبارزة، وأريد أن يشهد الشهود العدول، أنني لم أفعل ما يدنس به اسمي، فأنا الآن أواقفك وقلبي صاف، وودادي كأخلص ما كان.
هملت :
أتلقى بانشراح هذا البلاغ الكاشف عما في ضميرك القديم، فهلم نقض ما يوجبه علينا هذا الرهان الأخوي. إلينا بالسيوف، (يتناولان السيفين)
ستسطع مهارتك الآن سطوع الكوكب في الليلة الدهماء.
لايرتس :
تسخر مني يا سيدي؟
Página desconocida