Hamayan Zad hacia la Casa del Más Allá
هميان الزاد إلى دار المعاد
Géneros
وأما حديث ابن مسعود ففى الصحيح من رواية علقمة
" بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا ماء فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " اطلبوا من معه فضل ماء " فأتى بماء فصبه فى إناء ثم وضع كفه فيه فجعل الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
وظاهر هذا أن الماء كان ينبع من بين أصابعه بالنسبة إلى رؤية الرائى وهى فى نفس الأمر للبركة الحاصلة فيه يفور ويكثر، وكفه صلى الله عليه وسلم فى الإناء فيراه الرائى نابعا من بين أصابعه، وظاهر كلام القرطبى أنه نبع من نفس اللحم الكائن فى الأصبع وبه صرح النووى فى شرح مسلم ويؤيده قول جابر، فرأيت الماء يخرج من بين أصابعه. وفى رواية فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه وهذا هو الصحيح، وكلاهما معجزة له صلى الله عليه وسلم.
وإنما فعل ذلك ولم يخرجه من غير ملابسة ماء ولا وضع إناء تأدبا مع الله تعالى، إذا هو المنفرد بابتداع المعدومات وإيجادها من غير أصل، وقد انفرق القمر لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما انفرق البحر لموسى، فموسى تصرف عليه السلام فى عالم الأرض، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تصرف فى عالم السماء، والفرق بينهما واضح. قال ابن المنير جد الدمامينى شارح المغنى عن أبى حبيب إن بين السماء والأرض بحرا يسمى المكفوف يكون بحر الأرض بالنسبة إليه كالقطرة من البحر المحيط فيكون قد انفرق لنبينا صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء فجاوزه وهو أعظم من البحر الذى انفرق لموسى عليه السلام، وقد حن إليه الجذع صلى الله عليه وسلم كما كانت العصى لموسى حية، وقد روى أن أبا جهل أراد أن يرميه بالحجر فرأى على كتفه عليه السلام ثعبانين فانصرف مرعوبا، وأعطى أنه كان نورا مبينا واضحا لا يشك فيه منتقلا فى الأصلاب من لدن آدم عليه السلام إلى أبيه يتبين فى وجوههم كاليد البيضاء لموسى، وصلى معه العشاء قتادة ابن النعمان فى ليلة مظلمة مطيرة عرجونا وقال
" انطلق به فإنه سيضئ لك من بين يديك عشرا، ومن خلفك عشرا، وإذا دخلت بيتك فسترى سوادا فاضربه حتى يخرج "
فانطلق فأضاء له العرجون حتى دخل بيته ووجد السواد وضربه حتى خرج. رواه أبو نعيم. وأخرجه البيهقى وصححه الحاكم عن أنس قال عباد بن بشر وأسيد بن حضير قال
" كانا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حاجة حتى ذهب من الليل ساعة وهى ليلة شديدة الظلمة ثم خرجا وبيد كل واحد منهما عصا، فأضاءت لهما عصا أحدهما فمشيا فى ضوئها حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت للآخر عصاه، فمشى كل واحد فى ضوء عصاه حتى بلغ هديه ".
ورواه البخارى بنحوه فى الصحيح، وأخرج فى تاريخه والبيهقى وأبو نعيم عن حمزة الأسلمى قال
" كنا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى سفر فتفرقنا فى ليلة ظلماء فأضاءت أصابعى حتى جمعوا عليها ظهرهم وما هلك منهم، وإن أصابعى لتنير لظهر الإبل وما يركب. وأرسل رجلا إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام، وجعل بإذن الله فى وجهه نورا يكون معجزة له صلى الله عليه وسلم فقال أخاف أن يقولوا. مثله فيتحول بإذن الله إلى عصاه "
وذلك أيضا كعصا موسى فإنه كان يستصبح بها إذا أراد، وكانت مناجاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لربه سبحانه وتعالى فوق السماء السابعة، ولا بأس بالقول بأن إسراءه فى تلك الليلة بجسده، وإنما المحرم ادعاء رؤية البارى سبحانه وما يؤديه إلى تشبيه، ومناجاة موسى على جبل الطور. والفرق واضح، والله در القائل
Página desconocida