Hamayan Zad hacia la Casa del Más Allá
هميان الزاد إلى دار المعاد
Géneros
يقوى أنهما لم يكونا فيه، وكذا قال الفخر، وكانت تلك القرية قاعدة، ومسكن ملوك، وقال الجمهور هى بيت المقدس، فمن قال مات موسى فى التيه قال أمرهم الله بدخولها على لسان موسى بأن قال لهم إذا تم أربعون سنة وخرجتم من التيه، فادخلوا بيت المقدس، وإنما سميت المدينة قرية لأنها تجمع الناس، من قريت الماء فى الحوض إذا جمعته. { فكلوا منها حيث شئتم رغدا } أكلا واسعا لم يمنع عنكم منه شئ، فرغدا مفعول مطلق، ويجوز كونه حالا من الواو، وتقدم الكلام على رغدا. { وادخلوا الباب } باب القرية وعن مجاهد هو باب فى مدينة بيت المقدس يعرف إلى اليوم بباب حطة، وقيل باب من أبواب بيت المقدس، وقيل هو باب القبة التى كانوا يصلون إليها، لأنهم لم يدخلوا بيت المقدس فى حياة موسى عليه السلام، وهذا الدخول كان فى حياته على هذا القول، وقيل لم يؤمروا بباب مخصوص ولكن للقرية سبعة أبواب أمروا أن يدخلوا من أى باب أرادوا. { سجدا } منحنين منكسى الرءوس كالراكع أو دونه أو فوقه أو ساجدين بقلوبهم أى خاضعين، وعلى الوجهين السجود شكرا لخروجهم من التيه، وهو حال مقارنة ويجوز أن يكون السجود سجودا على الوجه بأن يسجدوا قرب الباب، ثم يدخلوه فتكون الحال محكية لا مقارنة، وربما تطلق المقارنة على التى اتصل وقوعها بوقوع العامل أو انتفائه قبله أو بعده كما يطلق على التى اتحد زمانها وزمان العامل، وعن ابن عباس سجدا راكعين { وقولوا حطة } خبر لمحذوف أى قولوا مسألتنا حطة لذنوبنا، أى حط لها ومحو وهو نوع عظيم أكيد من الحط، لأنه يدل على الهينة كالجلسة بكسر الجيم أو أمرك حطة لها أى شأنك حط الخطايا فاحططها عنا، أو أمرك الذى رغبنا فيه حطها، واللفظ إخبار والمراد الطلب أو أمرنا حطة فى هذه القرية، أى إقامة فيها، وأصل ذلك النصب أى احطط عنا خطايانا حطا، وعدل إلى الرفع ترغيبا فى طلب الثبات والدوام، وقرأ ابن أبى عبلة بالنصب على هذا الأصل فهو مفعول مطلق لمحذوف، والمحذوف مفعول للقول، أى قولوا احطط عنا خطايانا حطة، أو مفعول للقول، أى قولوا هذه الكلمة وهى لفظ حطة بالنصب، أمرهم أن يقولوه منصوبا مريدين معنى احطط حطا، أو مرفوعا على الأوجه السابقة، وعلى هذا نصب لأنه مفعول القول فى الآية مثل أن يقال قام عمرو فتقول قل زيدا بالنصب، أى اذكر لفظ زيد بدل لفظ عمرو، وقل قام زيد بالرفع، ويجوز ألا يراد بالحطة بالنصب اللفظ، بل ما يحط الخطايا.
قال عكرمة وغيره أمروا أن يقولوا لا إله إلا الله لتحط بها ذنوبهم، وعن ابن عباس قيل لهم استغفروا وقولوا ما يحط ذنوبكم. قال أحمد بن نصر المعروف بالداودى فى تفسيره روى أن النبى صلى الله عليه وسلم سار مع أصحابه فى سفر فقال
" قولوا نستغفر الله ونتوب إليه " فقالوا ذلك، فقال " والله إنها للحطة التى عرضت على بنى إسرائيل فلم يقولوها "
وعن ابن عباس قولوا لا إله إلا الله لأنها تحط الذنوب والخطايا، وزعم بعض على قراءة الرفع أن التقدير أمرنا أن نحط فى القرية حتى ندخل الباب سجدا، وكأنه أراد باب مسجد فيها. { نغفر لكم خطاياكم } قال أبو عمرو الدانى قرأ نافع يغفر لكم بالياء مضمومة وفتح الفاء وابن عامر بالتاء يعنى الفوقية والباقون بالنون مفتوحة وكسر الفاء.. انتهى. وقال القاضى. إن ابن عامر قرأ بالتحتية والبناء للمفعول، وأظنه تحريفا من ناسخ والجزم فى جواب الأمر، أى إن دخلتم الباب سجدا وقلتم حطة تغفر لكم خطاياكم بسجودكم وقولكم، وأصل الخطايا خطائى مكسورة بعد الألف وأخرى بعدها قلبت الأولى همزة لأنها حرف مد زيد ثالثا فى المفرد، وإنما لم تمد فى المفرد لإدغامها، بل يقال أيضا خطيئة بياء بعدها همزة وهو قراءتنا فهى مد، ثم فتحت الهمزة للتخفيف فكانت الباء بعدها متحركة بعد فتحة فقلبت ألفا فوجدت ألفان بينهما همزة فقلبت ياء لئلا يكون المجموع كثلاث ألفات، لأن الهمزة كالألف أو الأصل خطائي بمثناة تحتية بعدها همزة فاجتمعت همزتان فأبدلت الثانية ياء ثم خفف بفتح الهمزة الأولى فقلبت الياء ألفا وكانت الهمزة بين ألفين فأبدلت ألفا. وقال الخليل قدمت الهمزة على الباء ففتحت تخفيفا فقلبت الياء ألفا ثم الهمزة ياء كما قال سيبويه. { وسنزيد المحسنين } ثوابا على إحسانهم بامتثال ما أمروا به، فإن المراد بالإحسان دخول الباب سجدا، وقولهم حطة، وعدهم أن يزيدهم ثوابا على غفران الخطايا إذا دخلوا قائلين حطة، ويجوز أن يراد بالمحسنين من بالغوا فى الخير زيادة على الدخول بالسجود والقول حطة، فيكون الدخول بالسجود وقول الحطة غفرانا لخطايا المسئ وزيادة ثواب للمحسن، ومقتضى الظاهر ويغفر لكم خطاياكم ونزد المحسنين بجزم نزد عطفا على يغفر المجزوم فى جواب الأمر، فيكسر للساكن ولكن أدخل عليه السين ورفع واستؤنف به ليدل على الوعد، وما كان وعدا من الله أعظم مما كان مسببا لفعلهم، وليدل على أن المحسن فى معرض الدخول بسجود وقول الحطة قبل أن يفعلهما وأن له الثواب قبلهما فكيف إذا فعلهما وهو يفعلهما ولأبد؟.
[2.59]
{ فبدل الذين ظلموا } منهم أنفسهم بالمعصية فيما أمروا ولبسوا كلهم ظالمين. { قولا غير الذى قيل لهم } فنطقوا بألفاظ تقارب ألفاظ ما أمروا به معنى ولفظا، أو معنى فقط استهزاء إذ كان المعنى مخالفا، وفعلوا فعلا يشبه ما أمروا به وليس به استهزاء، روى البخارى ومسلم عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل لبنى إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة، فدخلوا يزحفون على استاههم، يعنى مقاعدهم، وقالوا حبة فى شعيرة يعنى حبة بر مع حبة شعير، كمن يطلب البر والشعير، وإنما قالوا ذلك استهزاء، وفى رواية لهما حبة فى شعرة يعنون فى شعيرة أو يعنون حبة بر مربوطة فى الشعرة التي تنبت على الحيوان، وروى الحاكم حنطة فى شعيرة، قال الكلبى لما فصلت بنو إسرائيل من أرض التيه ودخلوا وكانوا بجبال أريحاء من الأردن قيل لهم ادخلوا القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا، فكانت بنو إسرائيل قد خطئوا خطيئة فأحب الله أن يستنقذهم منها إن تابوا، فقيل لهم إذا انتهيتم إلى باب القرية فاسجدوا وقولوا حطة تحط عنكم خطاياكم، وسنزيد المحسنين الذين لم يكونوا من أهل تلك الخطيئة إحسانا إلى إحسانهم، فأما المحسنون ففعلوا ما أمروا به، وأما الذين ظلموا فبدلوا قولا غير الذى قيل لهم فقالوا حطا سمقاتا بالسريانية أى حنطة حمراء استهزاء وتبديلا، من كان محسا زيد فى إحسانه ومن كان خاطئا غفرت له خطيئته، وقيل لم يقولوا ذلك استهزاء بل رغبوا فى طلب ما يشتهون من أغراض الدنيا، وذكر بعضهم ازدحموا على أوراكهم خلافا لأمر الله سبحانه، وعن الحسن رفع لهم باب فأمروا أن يسجدوا لله ويضعوا جباههم ويقولوا حطة، فدخلوا وقد حرفوا وجوههم ولم يسجدوا على الجبهة، وقيل طوطى لهم الباب ليخفضوا رءوسهم فلم يخفضوها ودخلوا متزحفين على أوراكهم، وقيل قالوا بالنبطية حطا سمقاتا أى حنطة حمراء. وروى فى الحديث أنهم قالوا حبة شعيرة، ويروى عن ابن مسعود أنهم أمروا بالجود وأن يقولوا حطة فدخلوا يزحفون على استاههم ويقولون حنطة حبة حمراء فى شعيرة، وروى أنهم دخلوا من قبل أدبارهم القهقراء، وقيل قالوا حنطة حمراء فى شفرة، وقيل شعيرة. وحكى الطبرى أنهم قالوا هطى سمقاتا ازبه أى حنطة حمراء. وعن مجاهد طوطى لهم الباب ليسجدوا فلم يسجدوا، ودخلوا على أدبارهم وقالوا حنطة، وقيل قالوا هطانا سمقاتا أى حنطة حمراء، وقيل أيضا عن مجاهد رفع لهم جبل ليسجدوا عند دخول الباب لما أبوا فسجدوا بشق وجهوههم ناظرين إليه بالعين الأخرى، فترى صلاة اليهود إلى اليوم كذلك. { فأنزلنا على الذين ظلموا } بترك السجود عند الدخول، وترك قول الحطة وهم هؤلاء الذين بدلوا قولا غير الذى قيل لهم، ومقتضى الظاهر أن فأنزلنا عليهم ولكن وضع الظاهر موضع المضمر ليصفهم مرة ثانية وصف الظلم مبالغة فى تقبيح شأنهم، وليشعر بأن إنزال الرجز عليهم إنما هو لظلمهم إشعارا زيد على الإشعار الذى أشعرته الفاء السببية، وذلك لأن تعليق الحكم بالموصول يؤذن بعلية صلته، لأن الجملة صلته بمنزلة الوصف، وتعليق الحكم بالوصف يؤذن بعليته، وقد صرح بأن ذلك الظلم هو السبب بقوله { بما كانوا يفسقون } فإن هذا الفسق هو ذلك الظلم أو وضع الظاهر موضع المضمر ليكون أدل على أجسامهم التى عرضوها للهلاك بترك ما أمروا به أو لذلك كله، وعبر فى الأعراف بالضمير إذ قال { فأرسلنا عليهم }.
{ رجزا } عذابا بلغ فى شدته أنه يستقذر كما تستقذر الأخباث، وقرئ بضم الراء وهو لغة فيه. { من السماء } متعلق بأنزلنا على أن العذاب غير الطاعون، وأما على أنه الطاعون فمتعلق بمحذوف نعت لزجر أى مقدرا من السماء، وقد يعلق بأنزلنا بأن يكون أنزل أسبابه من السماء، ولو كان بأيدى الجن، قال ابن زيد الرجز الطاعون أذهب الله به من الذين ظلموا سبعين ألفا فى ساعة. وعن ابن عباس أمات الله عز وجل به منهم فى ساعة واحدة نيفا وعشرين ألفا، وفسر النيف بأربعة آلاف فى رواية، هكذا مات به فى ساعة أربعة وعشرين ألفا. قال الربيع عن أبى عبيدة قال سعد بن أبى وقاص لأسامة بن زيد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فى الطاعون. قال سمعته يقول
" الطاعون رجز أرسل على طائفة من بنى إسرائيل وعلى من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا فرارا "
وروى الربيع عن أبى عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال عبد الرحمن ابن عوف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
" إذا سمعتم بالطاعون فى أرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ".
Página desconocida