Hamayan Zad hacia la Casa del Más Allá
هميان الزاد إلى دار المعاد
Géneros
{ ولكم فى الأرض مستقر } مصدر ميمى أى استقرار، أو اسم مكان أى موضع استقرار. والاستقرار فيها تمكن فيها، على ظهرها فى الحياة، وفى بطنها بعد الموت. أو المراد التمكن فيها حال الحياة فقط. وقيل الاستقرار فى القبور. { ومتاع } أى تمتع وانتفاع، بما فيها من نبات وتمار وغيرهما، كمساكن وملابس وتحدث ومؤانسة. ويجوز أن يراد بالمتاع ذلك كله، مع كونها سترا لنا بعد موتنا فإن ذلك نفع لنا، والمتاع اسم مصدر بمعنى التمتع كما رأيت، ويجوز كونه اسما لنفس الشىء الذى يتمتع به. { إلى حين } هو أجل الموت إذا فسرنا الاستقرار بالتمكن حال الحياة وإن فسرنا بالاستقرار فى القبر فالحين يوم القيامة. قال الشيخ هود قوله { ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين } المستقر من يوم يولد إلى يوم يموت. انتهى. والحين المدة من الزمان طالت أو قصرت، وليست كما قال بعض إن الحين المدة الطويلة من الدهر، وإن قصرها فى الإيمان والتزامات سنة مستدلا بقوله تعالى
تؤتى أكلها كل حين
ويبحث فى الاستدلال بهذه الآية أنه لو كانت دليلا لم يصح إطلاقه على أكثر من سنة. وزعم بعض كذلك أن أقصرها ستة أشهر، لأن من النخل ما يطعم فى كل ستة أشهر. قال ابن عباس لما هبط آدم إلى الأرض وقع على جبل سرنديب. وذكروا أن ذروته من أقرب ذرى جبال الأرض إلى السماء. وفكانت رجلا آدم - عليه السلام - على الجبل ورأسه فى السماء ليسمع دعاء الملائكة وتسبيحهم، وكان يأنس بذلك فهابته الملائكة واشتكت نفسه، فحطت قامته إلى ستين ذراعا، وكان قبل ذلك تمس رأسه السحاب إذا قعد فصلع، فأخر أولاده من ذلك الصلع، فلما نقص من قامته قال يا رب كنت جارك فى دارك، ليس لى رب سواك، ولا رقيب غيرك، آكل فيها رغدا، وأسكن فيها حيث أحببت، فأهبطتنى إلى هذا الجبل، وكنت أسمع أصوات الملائكة، وأراهم كيف يحفون بعرشك، وأجد ريح الجنة وطيبها، وأنظر كيف يرى الملائكة يحفون بالعرش، وهو تحت سماء الدنيا، وكيف يجد ريح الجنة وهو يوجد مسيرة خمسمائة عام. اللهم إلا يقال أيدع الله له ذلك، ويجوز أن تكون له هذه الجنة فى السماء الدنيا، ثم حططتنى إلى ستين ذراعا، فقد انقطع عنى الصوت والنظر ، وذهبت عنى رائحة الجنة، فأوحى الله تعالى إليه إن ذلك بمخالفتك يا آدم، قال يا رب مخالفتى قضاء وقدر. قال وهب لما هبط آدم من الجنة واستقر جالسا على الأرض، عطس عطسة فسال الدم من أنفه، لما رأى سيلان الدم من أنفه، ولم يكن رآه قبل ذلك، هاله ما رأى، ولم تشرب الأرض الدم فاسود على ظهرها كالحمم، ففزع آدم فزعا شديدا، وذكر الجنة وما كان فيها من الراحة فخر مغشيا عليه، وبكى أربعين عاما، فبعث الله تعالى ملكا فمسح ظهره وبطنه، وجعل يده على فؤاده، فذهب عن الحزن والعياء واستراح مما كان يصيبه من الغم.
قال شهر بن خوشب بلغنى أن آدم - عليه السلام - لما هبط إلى الأرض مكث ثلاثمائة سنة لا يرفع رأسه حياء من الله تعالى، وقال ابن عباس بكى آدم وحواء على ما فاتهما من نعيم الجنة مائة سنة، ولم يأكلا ولم يشربا أربعين سنة، ولم يقترب آدم حواء أربعين سنة، وقيل لو أن دموع أهل الأرض جمعت لكانت دموع داود أكثر حين أصاب الخطيئية، ولو أن دموع داود ودموع أهل الأرض جمعت لكانت دموع آدم أكثير حين أخرجه الله - تعالى - من الجنة. وروى أنه عليه السلام غشى عليه أربعين يوما من نتن الدنيا. قال أبو العالية لما وصل آدم إلى الأرض، يبس لبسه من الورق وتحات عنه، فنبت منه أنواع الطيب، فأصل الطيب من الهند، وأتاه جبريل من الجنة بقميص. وعن ابن عباس نزل آدم إلى الأرض بعين طيب الريح وشجر، أوديتها من تلك الأواق. قيل أنزل الله تعالى معه الحجر الأسود، وكان أشد بياضا من الثلج، وعصا موسى من آس الجنة، طولها عشرة أذرع على طول موسى - عليه السلام - وروى سفيان بإسناده من حديث قال، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول
" " لما هبط آدم من الجنة إلى الأرض بأرض الهند، وعليه ذلك الورق الذى كان لباسه من الجنة إلى أرض الهند، يبس وتطاير فعبق منه شجر الهند، ففاح العود والصندل والمسك والعنبر والكافور. قالوا يا رسول الله المسك هو من الدواب؟ قال إنما هى دابة شبه الغزال، رعت من ذلك الشجر فصير الله تعالى المسك من عرقها إذا رعت الربيع جعله مسكا، وتساقط فينتفع به الأدميون ". قالوا يا رسول الله العنبر من دابة فى البحر؟ قال " أجل كانت فى البر ترعى، فبعث الله تعالى إليها جبريل فساقها وما معها، حتى قذفها فى البحر، وهى أعظم ما يكون من الدواب غلظها ألف ذراع، يعنى أن هذا ما يبلغ عظمها، وتكون أيضا أقل، وإنما ترمى العنبر كما ترمى البقر روثها، فربما يخرج من جوفها العنبرة. وزنها ألف رطل وخمسمائة رطل، أو نحو ذلك " "
وروى أن آدم وجد ضمرا فى جسده، فشكى ذلك إلى الله - تعالى - فنزل جبريل - عليه السلام - بشجرة الزيتون، فأمره أن يأخذ من ثمرتها ويعصرها. وقال إن هذه شفاء من كل داء إلا السام يعنى الموت.. قيل ودله جبريل على شجرة الأسود والأصفر، وقال له إن ربك يقرئل السلام ويقول لك كل هذه فإنك لن تداوى أنت وولدك بدواء هو أفضل منها فيها شفاء من كل داء.
فإن بقى فى جوفك لم تخف منه، وإذا خرج أخرج الداء. فأكله فبرئ. قال أهل الأخبار إن آدم لما هبط إلى الأرض أصاب جسده أذى الهواء وأحس به، اشتكى وحشة يجدها لم يدر ما هى، وكان قد اعتاد هواء الجنة فشكى ذلك إلى جبريل، فقال له جبريل إنك تشتكى العرى، فأنزل الله عليه ثمانية أزواج من الضأن اثنين، ومن المعز اثنين، ومن البقر اثنين، ومن الإبل اثنين. ثم أمره أن يذبح كبشا منها فذبحه، ثم أخذ صوفه فغزلته امرأته حواء، ونسجته هى وآدم، فجعل منه جبة لنفسه، وجعل لحواء درعا وخمارا، فلبسا وبكيا على ما فاتهما من لباس الجنة. وهو مخالف لما تقدم من أنه أتاه جبريل بقميص من الجنة ليلبسة. ويشكل عليه أن صوف كبش واحد لا يكفى آدم وحده، فكيف مع حواء؟ اللهم إلا أن يقال بارك الله فيه، أو كان كبيرا مثله ، أو دونه بقليل، وكان كثير الصوف طويله ويشكل عليه أن الأزواج الثمانية خلقن قبله، إلا أن يقال معنى قوله أنزلها الله عليه بعثها إليه من الدنيا. فحواء أول من غزلت، وهى وآدم أول من نسج، وأول من لبس الصوف. وعن ابن عباس رضى الله عنهما
" جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله ما تقول فى حرفتى؟ إنى رجل حائك. قال " حرفتك حرفة أبينا آدم، كان آدم أول من نسج، وكان جبريل يعلمه، وآدم تلميذه ثلاثة أيام. وإن الله تعالى يحب حرفتك، فإنها حرفة يحتاج إليها الأحياء والأموات. فمن قال فيكم القبيح فأبونا آدم خصمه، ومن أنف منكم فقد أنف من آدم، ومن لعنكم فقد لعن آدم، ومن أذلكم فقد أذل آدم، وهو خصمه يوم القيامة فلا تخافوا وأبشروا، فإن حرفتكم حرفة مباركة، ويكون آدم قائدكم إلى الجنة " "
ولعل لفظ تلميذ محكى بالمعنى لأنه عجمى، ولم يذكر فى حديث آخر فضلا عن أن يصح أنه من الألفاظ التى حكاها - صلى الله عليه وسلم - بالعجمية. وعن أبى أمامة الباهلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" عليكم بلباس الصوف تجدون به قلة الأكل، وعليكم بلباس الصوف تعرفون به الآخرة، وإن النظر فى الصوف ليورث فى القلب التفكر، والتفكر يورث الحكمة، والحكمة تجرى فى الجوف مجرى الدم، فمن كثر تفكره قل طعامه وكل لسانه، ومن قل تفكر كثر طعامه وقسى قلبه. والقلب القاسى بعيد من الله - عز وجل - بعيد من الجنة قريب من النار "
Página desconocida