استدار جونزاليس حين انفتح الباب خلفه، ورأى شوالتر وهورن يدخلان منه. كانت فتحتا أنف شوالتر متسعتين - إذ كانت غضبى ومتشككة - بينما كان هورن يحاول ألا يظهر أي انفعال على وجهه، لكن كان بإمكان جونزاليس أن يرى ما بداخله كما لو كان جسده زجاجيا شفافا؛ إذ كان اللعين سعيدا لأن الأمور تسير على النحو الذي يبتغيه.
قالت شوالتر: «تلقيت التقرير منذ نصف ساعة. ما الجديد؟»
قال تشارلي: «تحدثي إلى إريك.»
خرجت ليزي من الباب الجانبي، وتبعها جونزاليس خارجا من الغرفة، وسارا في الرواق الضيق وصولا إلى الغرفة التي كانت ديانا مستلقية فيها على ظهرها، ملفوفة بالأشرطة المقيدة للحركة. كان وجهها شاحبا لكن كانت علاماتها الحيوية قوية، وكان نشاطها العصبي طبيعيا في كل وجه. جلس التوءمان إلى جوارها، تصدران تعليقات لا يفهمها غيرهما ويراقبان في اهتمام شاشة المراقبة التي كان يهيمن عليها اللونان الأخضر والكهرماني.
كان ثمة رجل بدين يسير في دوائر حول أريكة ديانا. كان لديه ذراعان قويتان وبطن ضخم وله جبهة منخفضة يعلوها شعر أسود كثيف، وكان حاجباه معقودين كما لو كان يفكر بعمق في طبيعة الأشياء. وبينما كان يسير، كانت الكلمات تخرج منه. وحين رأى ليزي وجونزاليس قال: «غير معتاد بالمرة، صعب للغاية. أمر مقلق. مقلق لكن مثير للاهتمام. مقلق للغاية. مثير للاهتمام بشدة. عندما ... عندما ... عندما أجده، أجده، هاه، سأعرفه.»
قالت ليزي: «أي تغيرات حديثة؟»
هز الرجل رأسه نفيا وواصل السير.
عادت ليزي إلى الردهة، فأوقفها جونزاليس بأن وضع يده على ذراعها وسألها: «أأنت بخير؟»
ردت: «لا أدري.» وكان قادرا على قراءة بعض من متاعبه هو في وجهها. لكن كان ثمة شيء آخر هناك، كانت نظراتها غامضة. قالت: «أرجوك لا تسأل أي أسئلة. ثمة كثير من الأمور يجري حاليا.»
انفتح الباب فجأة حين وصلا إليه، ووجدا شوالتر تقول: «لن نتدخل في تلك الأمور. نحن نطلب منكم أن تمنحونا حرية الفعل.»
Página desconocida