صعدت العازفة على ظهر الرجلين، اللذين وقفا عاقدين ذراعيهما، ووضعت قدما على كتف كل منهما، وضمت راحتيها معا أسفل ذقنها وانحنت نحو الجمهور، ثم رفعت ذراعيها لأعلى رأسها وتشقلبت إلى الأمام وهبطت أمام زميليها.
واصل أفراد الجمعية هتافهم، وقد انكسر الخط الذي شكلوه.
تقدم العازفون الثلاثة خطوة إلى الأمام وانحنوا في الوقت نفسه.
لمح جونزاليس ليزي وهي تنظر إليه، وتلاقت نظرتاهما وامتدت للحظة إضافية يكاد يتعذر قياسها، ثم ابتسمت.
انحنى العازفون للمرة الأخيرة موجهين التحية لأفراد الجمعية الذين يهتفون لهم. فكر جونزاليس في نفسه قائلا: «حسنا، يعجبني هذا، هووت.» •••
استلقت ليزي في فراشها، تتقلب من جانب إلى آخر، ثم استلقت على ظهرها وفردت ذراعيها.
بدا أن الشخصين الآتيين من الأرض لا غبار عليهما. كانت تعلم أن عليها الحذر من جونزاليس بطبيعة الحال - فحسب ما قالته شوالتر فإن الرجل يعمل لصالح إدارة الشئون الداخلية وله علاقات بأحد اللاعبين الكبار في سينتراكس، تراينور المرشح لشغل عضوية مجلس الإدارة - ولا يعلم أحد ما السيناريو الذي ينفذه. أما ديانا هايوود فلا قلق بشأنها؛ فقد كانت المرأة بصدد شيء أغرب مما كانت تدركه على الأرجح، لكن كانت هذه مشكلتها هي، مشكلتها ومشكلة ألف.
أما عن شوالتر وهورن فقد كانا مشكلتها هي؛ فهما مستعدان لإنهاء الأمر كله لو بدا أن ثمة خطأ ما. في الحقيقة، لم يكونا ليسمحا به لولا إصرار ألف. كانت ألف والجمعية تريان أن حالة جيري تشابمان تعد فرصة للتوسع في قدرات ألف، غير أن الأمر كله كان يثير حفيظة شوالتر وهورن.
كانت ألف نفسها تثير قلقها؛ إذ لم تكن واضحة بشأن المشروع وأولئك المشاركين فيه، كما لو كانت تخفي شيئا عنها ... لكن لماذا؟ وفي مشروع صغير كهذا، يبدو غير ذي أهمية مقارنة باهتمامات ألف الأكبر؟ ما الذي يدور في خلد هذه الآلة المخادعة؟
وهكذا استلقت ليزي، والأفكار تدور في رأسها دون جواب، ثم استسلمت ونادت حبيبها الصيني.
Página desconocida