قال تراينور: «لندخل في الموضوع.» ••• «لقد شيدت المنظومة في محطة أثينا، التي تدور حول الأرض في مدار زمني ثابت، وهناك أشرفت على بناء شبكة الطاقة المدارية، ولاحقا نقلت إلى مدينة هالو، في المستوى المداري الخامس؛ حيث تكون العامل الأساسي في عمليات تفسير البيانات والتخطيط اللوجيستي والإدارة.»
قال جونزاليس: «يبدو غريبا أن توكل مهمة إدارة مشروع في حجم وأهمية مدينة هالو إلى منظومة ذكاء اصطناعي بالية.»
أجاب المرشد: «سيكون كلامك صحيحا لو كانت منظومة ألف بالية حقا. غير أن هذا ليس صحيحا؛ فالماكينة التي نطلق عليها اسم ألف تتمتع بقدرات تفوق أي ماكينة ذكاء اصطناعي موجودة.»
نظر جونزاليس إلى تراينور، الذي رفع يده مشيرا إليه بأن يتحلى بالصبر، وقال: «الصورة التالية.»
ظهرت على الشاشة صورة للفضاء عديم الجاذبية يطفو فيه رجل محاط بفقاعة بلاستيكية شفافة. كان الرجل عاريا، وكانت أطرافه منكمشة وملتوية. كانت ثمة أنابيب مثبتة إلى أنفه وفمه وأذنيه وقضيبه وشرجه وغطاءين نصف كرويين على عينيه. وكان يتصل بالوصلات الموجودة في مؤخرة عنقه كابلان سميكان.
قال المرشد: «هذا الرجل يدعى جيري تشابمان. وهو يعاني من تلف عصبي حاد نتيجة انتقال السم إليه عبر طعام بحري ملوث بمخلفات سامة. ورغم أن معظم الوظائف الحركية والحسية معطلة، فإنه ليس في غيبوبة. في الواقع، يبدو أنه لا يزال محتفظا بكل وظائفه العقلية. لاحظ مقبسي الاتصال العصبي؛ فلهما دور محوري فيما يلي.»
سأله جونزاليس: «أهو في هالو؟»
قال المرشد: «نعم. لقد نقل إلى هناك من الأرض.»
قال جونزاليس: «معاملة خاصة للغاية.»
قال المرشد: «لقد كانت المجموعة في هالو تبحث عن فرصة كهذه؛ فرصة الاستكشاف الطويل الأمد لواجهة ألف.»
Página desconocida