Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Géneros
وبقيت من هذه التفسيرات لمع ترشد إلى المنهج، وتومئ للفكرة. وأبو عبد الرحمن السلمي يدور في تفسيره الصوفي حول نظرات الحلاج في التفسير. كما حفظ لنا العلامة روزبهان البقلي في تفسيره «عرائس البيان» شذرات من تفسير الحلاج نقتبس منها نماذج لهذا اللون من التفسير والتفكير.
يقول الحلاج في تفسيره لقوله تعالى:
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم : «العبد مبتلى بالأمر والنهي، ولله في قلبه أسرار تخطر دائما، فكلما خطر خاطر عرضه على الكتاب فهو طاعة الله، فإن وجد له شفاء وإلا عرضه على السنة، وهي طاعة الرسول، فإن وجد له شفاء وإلا عرضه على سير السلف الصالحين، وهو طاعة أولي الأمر.»
ويقول في تفسير قوله تعالى:
ألست بربكم قالوا بلى
حينما سأل الأرواح في عالم الذر «... لا يعلم أحد من الملائكة المقربين لماذا أظهر الحق الخلق؟ وكيف الابتداء والانتهاء؟ إذ الألسن ما نطقت، والأعين ما أبصرت، والأذن ما سمعت. كيف أجاب من هو عن الحقائق غائب، وإليه آيب. في قوله «ألست بربكم» ...؟ فهو المخاطب والمجيب ... قالوا: بلى؟ القائل عنكم سواكم، والمجيب عنكم غيركم، فسقطتم أنتم، أو بقي من لا يزل، كما لم يزل.»
ويقول في تفسير قوله تعالى:
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم : «نفوس المؤمنين غالية، لا تباع ولا تشترى، ولا تذل، فلا يملكها سواه.»
ويقول في تفسير قوله تعالى:
فذلكم الله ربكم الحق : «الحق: هو المقصود بالعبادات، المصعود إليه بالطاعات، لا يشهد بغيره، ولا يدرك بسواه.» قال أبو عبد الرحمن السلمي: «سئل الحسين بن منصور: من هو الحق الذي تشيرون إليه؟ قال: معل الأنام، ولا يعتل.»
Página desconocida