Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Géneros
ويقول العلامة زين الدين الخافي:
4 «العبد إذا تخلق ثم تحقق، ثم جذب، اضمحلت ذاته، وذهبت صفاته، وتخلص من السوى، فعند ذلك تلوح له بروق الحق بالحق، فيطلع على كل شيء، وهذا أول المقامات. فإذا ترقى عن هذا المقام، وأشرف على مقام أعلى منه، وعضده التأييد الإلهي، رأى أن الأشياء كلها فيض وجوده تعالى، لا عين وجوده.»
ويقول الدكتور عبد الرحمن عزام:
5 «الفناء عند الصوفية هو خلاص الإنسان من نزعاته وأهوائه وإرادته الخاصة، فيكون كل فكره وعمله لله وبالله.
وبهذا ينبغي أن يفسر ما يقول الصوفية في الفناء، أنه ليس بموت؛ لأن الذي يسمونه فانيا يعيش على هذه الأرض، وليس هو حلول الله في الإنسان، كما في بعض النحل.»
ويقول العلامة الهجويري:
6 «هو درجة كمال يبلغها العارفون، الذين انتهى بهم الطلب إلى الكشف، فرأوا كل مرئي، وسمعوا كل مسموع، وأدركوا كل أسرار القلب، وأعرضوا عن كل شيء، وفنوا في مقصدهم، وفنيت في هذا المقصد كل مقاصدهم.»
والصوفية كما يقول المستشرق جولدزيهر:
7 «بإبرازهم للمثل الأعلى لكمال النفس الإنسانية، وتحديدهم للخير الأسمى في هذا المقام، يزيدون على الفلاسفة خطوة، ويسبقونهم درجة.»
وكما يقول العلامة ابن سبعين المرسي: «إن الفلاسفة الأقدمين رأوا أن الغاية المثلى هي التشبه بالله، بينما الصوفية يدأبون على الفناء في الله، وذلك بأن يكون الصوفي قابلا لأن يدع السنن الإلهية تغمره وتفيض عليه، وأن يمحو انفعالات الحواس، ويظهر مشاعر الروح.»
Página desconocida