Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Géneros
ويقول العلامة جولدزيهر في كتابه «محاضرات عن الإسلام»: «لقد أثرت صيحة الحلاج الصوفية - معرفة الله - تأثيرا عميق الأثر، في الحياة العلمية الإسلامية.»
ثم يقول: «لقد أخذ الحلاج يتدخل في حياة المجتمع الإسلامي تدخلا شديد الوطأة.»
ويقول العلامة المستشرق ماسنيون:
6 «كان الحلاج يحرك الجماهير، وينادي بالإصلاح، ويبشر بفكرة الحكومة المثالية التي تقيم الشريعة على نغمات المحبة والعبادة الخالصة لله.»
وإذن فصيحة الحلاج الصوفية الإصلاحية، ودعوته إلى إقامة حكومة ربانية مثالية، هي سر المأساة الكبرى، أو إحدى أسرار تلك المأساة الكبرى.
ومأساة الحلاج، كونتها عناصر تاريخية ونفسية وخلقية، وفي طليعة تلك العناصر، الرهبة التي استشعرها العباسيون من القوى الصوفية النامية، التي أخذت تهيمن على العراق في القرن الثالث الهجري.
يقول العلامة ابن الأثير بعد أن شرح الموقف في الإمبراطورية العباسية والصراع الناشب بين الفرق والطوائف:
7 «ولكن فرقة واحدة بقيت بعيدة عن التعصب، ألا وهي فرقة الصوفية، فقد كانوا يمتازون بسلامة الفكر والعفة والأخلاق الحميدة، كما كان أفق تفكيرهم أوسع بكثير من غيرهم فأكسبهم هذا حب كثير من الناس، وأخذ نفوذهم يزداد ويقوى، وهرع كثير من الناس إلى حظيرتهم بعد أن رأوا جور الزمان وقسوته، وكثرت مجالس الصوفية وأقبل الناس عليها.»
تلك هي مكانة التصوف في العراق خلال تلك الحقبة من التاريخ، لقد غدا أتباعه، القوة الحية النامية في المحيط الممزق المضطرب.
وكان في بغداد، عمالقة من الأئمة الروحانيين، وزعماء من القادة الصوفيين ... كان هناك أبو القاسم الجنيد، والشبلي، وسهل التستري، وعمر المكي، والسري السقطي، وغيرهم من الأقطاب الكبار.
Página desconocida