قلنا: أما كنتم قبل الإمامة تومئون بالإشارات إلينا، وتقولون في الزعامة علينا! فما بالكم لما سطع قيامها، وخفقت أعلامها انقلبتم على أعقابكم، وخالفتم(1) كرم نصابكم {ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}[آل عمران:144].
ما أشبه ما نرى منكم بما حكى الله سبحانه عن نبيه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- «وعن»(2) قوم يهود(3) حين كانوا يخوفون الأوس والخزرج بنبي قد أطلهم زمانه، ودنا أوانه، قال تعالى: {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين، بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين، وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق(4) مصدقا لما معهم....إلى آخرها}[البقرة:89،90،91].
Página 51