[٦ أ]
(الباء)
(بَذْوَة) (٢٦): اسمُ فَرَسِ أبي سُواجٍ الضبيّ، قالَ فيه: إنَّ الجِيادَ على العلاّتِ مُتعبةٌ فإنْ ظلمناكِ بَذْوَ اليومَ فاظّلِمي رَخّمَ بَذْوَة. ويُروى بالطاءِ والظاءِ في الإظهارِ والإدغام. تراهَنَ أبو سُواجٍ وصُرَد بن جَمْرَةَ اليربوعي على بَذْوَة فرس أبي سُواج والضُّبَيْب (٢٧) فرس صُرَد، وكانَ الخَطَرُ (٢٨) عشرينَ ناقةً. وكان أبو سُواج مجاورًا لبني يربوع فَسَبَقَتْ بذوةُ ومنعَهُ صُرَدُ حقّهُ وفَجَرَ بامرأته سلمى. فأمر أبو سُواج غلامين له راعيين أنْ يتراوحا على أَمَةٍ ودَفَعَ إليهما عُسًّا (٢٩) وقالَ: إن قَطَرَتْ منكما قَطْرَةٌ في غير العُسِّ قتلتكما فباتا يتراوحانها ويصبان في العُسِّ وأمرهما أنْ يحلبا عليه فحلبا حتى ملآةُ ثم قالَ لامرأتِهِ: اسقيه صُرَدًا واختبى أبو سُواجٍ، فبعثتْ إليه فناوَلَتْهُ العُسِّ، فلمّا [٦ ب] وَقَعَ في بطنِهِ وَجَدَ الموتَ ومضى إلى أَهْلِهِ. ولمّا جَنَّ على أبي سوُاج الليلُ أَمَرَ أَهَلَهُ وغلمانَهُ أنْ يرتحلوا إلى قومِهِ، وتَرَكَ الفرسَ والكلبَ في الدارِ، فكانَ الكلبُ ينبحُ والفرسُ يصهلُ ليظنّ القومُ أنّهُ لم يَرْتَحِلْ. فلمّا أصبحَ ركبَ فَرَسَهُ وأَخّذَ عُسّهُ وأتى مجلسَ بني يربوع وقالَ: جزاكم اللهُ من جيرانٍ خَيْرًا، أَلاَ فاعلموا أنَّ هذا القَدَح رَثِيّةٌ قد أحْبَلّ منكم رجلًا، وهو صُرَدُ بن جمرة، ثُمَّ رَمَى بالعُسِّ على صخرةٍ فانكَسَرَ وركض فرَسَهُ بَذْوَةَ وطلبوه فأعجزهم ولحقَ بقومه. قال الأخطِّل (٣٠) .
_________
(٢٦) ابن الأعرابي ٦١، الغندجاني ٥١ وفيه بيت أبي سواج، المخصص ٦ / ١٩٥.
(٢٧) ابن الأعرابي ٦١: القطيب، وكذا عند الغندجاني ١٩٧.
(٢٨) الخطر: الرهن.
(٢٩) العس: القدح الكبير.
(٣٠) ديوانه ١٥٥. والقصة بتمامها في الأغاني ٨ / ٣٠٧ - ٣٠٩.
1 / 24