Así habló Nasr Abu Zayd (Parte Uno): Del texto del Corán a los discursos del Corán

Jamal Cumar d. 1450 AH
84

Así habló Nasr Abu Zayd (Parte Uno): Del texto del Corán a los discursos del Corán

هكذا تكلم نصر أبو زيد (الجزء الأول): من نص المصحف إلى خطابات القرآن

Géneros

النصية تشجع التأويل والتأويل المضاد قديما وحديثا.

تثبيت لفضاء «معنى» ما وإلغاء للفضاءات الأخرى.

امتلاك فضاء المعنى الثابت وفق منطق «القوة» لا منطق «المعرفة».

تجزؤ مجال المعنى القرآني بين مجالات المعرفة، وغياب مفهوم «الرؤية القرآنية للعالم».

تحليل الخطاب لا يميز بين اللاهوتي والتشريعي، ولا بين العقلي والروحي/والأخلاقي.

هموم كتابة

«أنا نصر أبو زيد»

1

في جلسة، جمعنا فيها فكري أندراوس على عشاء، مع نصر أبو زيد، في مطعم بالقرب من منطقة وول ستريت، بنيويورك، في نوفمبر عام 2007م، وبعد محاضرة أبو زيد، بجمعية ألوان الثقافية، عن عمليات الإصلاح الديني في بلاد المسلمين في القرون الثلاثة الماضية، احتفاء وترحيبا بأبي زيد، الذي كان تحت تأثير التعب من السفر ومن فرق التوقيت بين شرق المحيط الأطلنطي وبين غربه، حيث جيء به مباشرة من مطار كينيدي بنيويورك إلى المحاضرة. كنت لم ألتقه منذ أن صعدت على منصة ندوة، كان يشارك بها في معرض كتاب، بعد حكم المحكمة الابتدائية برفض الدعوى ضده؛ للتفريق بينه وبين زوجته، وذكرت له أنه عندي بعض الأسئلة التي أود أن أناقشه فيها. ابتسم وبحميمية قروي مزارع، وكأنه يعرفني من قبل أن نلتقي، قال بدفء: «تعال لي الجامعة» وبالفعل ذهبت إلى الجامعة. وفي المبنى الأثري الآن مبنى كلية الآداب، وفي حجرة الأساتذة المزدحمة بمكاتب تكاتف بعضها البعض، كان يجلس، ممتلئ البدن، قصير القامة، صوته يصلك عن بعد، ويلتف حوله طلبة للدراسات العليا، يماحكون أفكاره، وهو يرد عليهم بأسئلة. ذكرته بنفسي، قال: هنا نناقش كل ما يشغلك من أسئلة. جلست أسمع، عالم جديد علي لم أعشه في جامعتي أو مراحل تعليمي المختلفة، تأكد لي صدق حدسي؛ حينما قرأت كتابه «مفهوم النص: دراسة في علوم القرآن» في بداية سنة واحد وتسعين، وحينما قرأت حواره مع محمد حربي المنشور في الصفحة الثقافية بجريدة الأهرام في الواحد والثلاثين من مايو في نفس العام؛ بقيمة هذا الإنسان كإنسان وكمفكر وكباحث، حي، متواضع، صادق في نقده. ففتحت ملفا وكتبت عليه اسمه، ووضعت فيه ورقتي الجريدة، ومنذ ذلك التاريخ، وأنا أجمع كل كلمة كتبها نصر أبو زيد ونشرها، أو سجلت.

قامت موقعة حجب ترقيته للأستاذية، وتلتها واقعة قضية التفريق بينه وبين زوجته، ورحيله نحو الشمال، وبعد رحيله بعام ونصف العام رحلت أنا الآخر، وانقطع التواصل. وبعد رحيلي بعشر سنوات ها نحن نلتقي مرة أخرى، لكن في نيويورك. سأله سامح إسكندر: «هو أنت مواليد سنة كام يا دكتور نصر؟» فأجبت أنا: «عشرة يوليو 1943م». فابتسم، نصر، وقال على طريقة تقاليد المشايخ القدماء، «أجزتك أن تتكلم عني». فضحكنا، فقلت له: «هديتي لعيد ميلادك السبعين - كان عليها خمس سنوات - هيكون كتاب لي عنك.»

Página desconocida