Así habló Zaratustra: Un libro para todos y para nadie
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Géneros
وما أجهل أن مثل هذا الغذاء لا يبذل للأطفال ولا للنساء المتراخيات سواء أكن عجائز أم صبايا، فإن للأطفال والنساء علاجات غير هذا العلاج لإقناع أمعائهم وما أنا بطبيبهم ولا بالقوام عليهم.
لقد تخلى هؤلاء الراقون عن اشمئزازهم وفي ذلك ما أعده ظفرا لي، لقد أحسوا أنهم في مأمن عندي فتعروا عن كل حياء سخيف، وها هم يعربون بإخلاص عما يشعرون.
إنهم يفتحون قلوبهم ويعودون إلى أويقات الصفا، ويجترون ممتنين والامتنان خير دليل على الرجوع إلى الصواب، فلن يطول الزمان حتى يرفعوا الأنصاب لذكرى أفراحهم القديمة.
إن هم إلا ناقهون!
هكذا تكلم زارا وقد استولى عليه الفرح ودار حوله نسره وأفعوانه محترمين سعادته وسكونه.
2
وبعد هنيهة اضطربت أذنا زارا لانقطاع الجلبة من الغار وقد ساد فيه سكوت الموت، ولكن رائحة عطرية انتشرت منه كأن هنالك مجمرة تحرق فيها رءوس الصنوبر.
وتساءل زارا عما يفعل القوم في غاره، وتقدم نحو الباب فإذا به يشاهد أمرا من أغرب الأمور فصاح: لقد عادوا إلى التقى، فهم يؤدون شعائر الدين ويصلون، لقد جنوا!
وكان جميع من في الغار جاثين على ركبهم كالأطفال والعجائز يعبدون الحمار.
وبدأ أقبح العالمين يهدر ويتلوى ويستعد للترنم، وما عتم حتى بدأ ينشد قائلا: المجد والحكمة والمنة والثناء والقوة لإلهنا إلى أبد الآبدين.
Página desconocida