Así habló Zaratustra: Un libro para todos y para nadie
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Géneros
هنالك أيضا ظفرت بكلمة «الإنسان المتفوق» وبالتعليم القائم على أن الإنسان كائن يجب أن ينشأ منه ما يجتازه، ليس الإنسان هدفا وغاية إن هو إلا عابر يدعي السعادة في ظهيرته ومسائه.
إن كلمات زارا عن الظهيرة العظمى وجميع ما رفعه فوق العالم إن هو إلا غروب أرجواني ثان ينفلق من ورائه الفجر الجديد.
لقد عرضت لأنظار الناس كواكب جديدة وليالي لا عهد لهم بها، ونثرت الضحك على غيوم الليل والنهار فضربت قبة زاهية بعديد ألوانها.
علمت الناس جميع أفكاري وأبنت لهم جميع رغباتي؛ إذ أردت أن أجمع وأوحد ما في الإنسانية من بدد الأسرار وتصاريف الحدثان، فقمت بينهم شاعرا أحل الرموز وأفتديهم من الصدف العمياء؛ لأعلمهم أن يبدعوا المستقبل وينقذوا بإبداعهم ما انصرم من الأحقاب.
لقد وجهت الناس إلى إنقاذ الإنسانية مما أدرج الماضي في أغوارها بتغيير كل «ما كان» إلى أن تنتصب الإرادات معلنة أن ما تم هو ما كانت تريد أن يكون، وأن هذا ما ستريده في كل زمان.
بهذا رأيت السلام للناس، وهذا ما علمتهم أن يدعوه سلاما.
وأنا الآن أتوقع السلام لي لأعود للمرة الأخيرة للناس؛ لأنني أريد أن أذهب من بينهم إلى الفناء، فأودعهم أثمن كنوزي أسوة بالشمس تلقي على البحار نضارها وهي تتوارى في الظلام، حتى ترى أفقر الصيادين يداعبون صفحة البحر بالمجاذيف المذهبة.
لقد تعلمت هذا الجود من الشمس عندما كنت أشخص إليها غاربة فتندفق الدموع من عيني.
هكذا يريد زارا أن يتوارى فيغرب كما تغرب الشمس، وها هو ذا جالس ينتظر بين ركام الألواح القديمة المحطمة والألواح الجديدة، ولما تستكمل كتابة الوصايا عليها.
4
Página desconocida