Así habló Zaratustra: Un libro para todos y para nadie
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Géneros
ولكن الأحدب الذي كان يصغي إلى هذا الحديث، وهو يستر وجهه بيديه سمع قهقهة زارا ففتح عينيه مستغربا وقال: لماذا يخاطبنا زارا بغير ما يخاطب به أتباعه.
فقال زارا: وهل من عجب في هذا؟ أفما يصح أن يخاطب الأحدب بأقوال لها حدبتان .
فقال الأحدب: ولا عجب أيضا في أن يخاطب زارا تلاميذه كمعلم أولاد، ولكن لماذا يخاطب أتباعه بغير ما يخاطب به نفسه؟
حكمة البشر
ليست الأعالي ما يخيف بل الأعماق، فعلى الجرف تحدق العين في الهاوية وتمتد اليد نحو الذرى فيقبض الدوار بالإرادتين على القلب.
أفتعلمون أيها الصحاب ما هي إرادة قلبي المزدوجة؟ إن الخطر المحدق بي على منحدري إنما هو اتجاه نظري إلى الذروة بينما تتلمس يدي مستندا في الفضاء، وما أعلق إرادتي إلا على الإنسان فتشدني إليه مرهقات القيود؛ لأنني منجذب منه إلى الإنسان المتفوق فإليه تندفع إرادتي الثانية، إنما أنا أحيا بين الناس كالضرير لا يعرف من حوله، كيلا تفقد يدي ثقتها من الوقوع على مستند مكين.
أنا لا أعرفكم أيها الناس، تلك هي ظلمتي أتلفع بها وتعزيتي ألجأ إليها.
فأنا جالس أمام الباب متوجها إلى الأوغاد صائحا بهم: إلي يا من يريد أن يخدعني.
إن أول حكمة بشرية أعمل بها هي أن أستسلم لخداع الناس، فلا أضطر إلى الوقوف أبدا موقف الحذر لأن في الناس من يخدعون.
ولو أنني وقفت هذا الموقف في العالم أكان يتسنى للإنسان أن يثقل منطادي فيمنعه من الانفلات والانطلاق إلى أبعد الآفاق؟
Página desconocida