قالت: «وهل دخلت على الأمير ومعي راوية؟»
قال: «لم يدخل معك ولكنه بقي خارجا، ولما مضيت اقتفى أثرك.»
قالت: «وهل يدل ذلك على أنه راويتي؟ وكيف يكون راويتي ولا أدعوه إلى الجلوس في حضرة الأمير؟»
قال: «أراك تتنصلين منه ونحن لا نريد به شرا.»
قالت: «لا يهمني ما تريدون به، ولكني جئت إلى المعسكر بالأمس وليس معي راوية.»
قال: «كان معك رجل يحمل جرابا.»
قالت: «أتعني الرجل الذي يحمل الجراب؟ لقد التقيت به عند دخولي المعسكر ورأيته يسير بجانبي فلم أنتبه لأمره، ولا أعرفه ... ومع ذلك فإذا كنتم تسيئون الظن بمن يبذل نفسه في خدمتكم فلا حيلة لنا فيكم.»
فلما رآها غضبت جعل يخفف عنها ويقول: «نحن لم نسيء الظن بك يا ليلى، وأنت شاعرة الأمير ولك عنده المنزلة السامية، ولكن هذا الرجل قد خدعنا وهو جاسوس دخل معسكرنا ونحن نحسبه راويتك.»
قالت: «وهل الأمير ممن يخافون الجواسيس؟ إن من كان مثله حزما وقوة لجدير بأن يخافه الجواسيس، على أني لو علمت بجاسوس في هذا المعسكر لأطلعت الأمير على خبره.»
قال: «بورك فيك، وأرجو أن تكوني عينا على هذا الرجل، فإذا رأيته فأنبئينا بمكانه، فقد بعثنا من يقبض عليه فلم يقفوا له على أثر ولعله يظهر غدا فاكتمي هذا الآن.» قال ذلك ونهض، فنهضت ليلى وخرجت من عنده قلقة على حسن، وإن سرت لنجاته من قبضتهم. ثم عادت توا إلى سمية وقصت عليها الخبر، فأطلعتها سمية على حديث عبد الله فاطمأن بالها.
Página desconocida