فائدة: المستجار مسامت لباب الكعبة من الغرب، والملتزم بين الحجر الأسود والباب، وهما من مقامات الأدعية الشريفة. وقد روي عن ابن عباس مرفوعا: (( ما بين الركن والمقام ملتزم.))، روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( الملتزم موضع يستجاب فيه الدعاء، وما من عبد دعا الله فيه دعوة إلا استجابها )) أو كما قال؛ انتهى. وعن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا حاذى ميزاب الكعبة وهو في الطواف يقول: (( اللهم إني أسألك الراحة عند الموت، والعفو عند الحساب.)). وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما من أحد يدعو تحت الميزاب إلا استجيب له )).
هذا ولما كان المقام مقام ذكر الله عز وجل ودعائه كما قال عز وجل: ? اذكروني أذكركم ?، ? ادعوني أستجب لكم ? وقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله تعالى ))، رواه أحمد وأبو داود والترمذي؛ فينبغي الاجتهاد في ذلك بحسب الإمكان، وقد شرع الشارع ذلك، ولم يوجب شيئا من ذلك، ولا عين دعاء مخصوصا ليكون الباب لعباده مفتوحا. وقد حفظ عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعن بعض السلف الصالح كلمات طيبات قد سبقت، وقد أفرد بعض أهل المناسك لكل شوط دعاء، ولا بأس بذلك ليكون أقرب إلى ضبطها، وسأذكر لكل شوط ما تيسر من المرفوع والمأثور وغيره، ولا مانع من أن يدعى بذلك أو غيره، وما رفع فهو أولى، وبالله التوفيق.
1. الشوط الأول: بسم الله الرحمن الرحيم، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم إيمانا بك، وتصديقا بكتابك، ووفاء بعهدك، واتباعا لسنة نبيك صلواتك وسلامك عليه وعلى آله.
Página 82