24
جاءت أصيلة حجازي «الناظرة» بحجة السؤال عن نتيجة مسعاه. بذلك أخبرت أم حسني وهي تدعوه إلى شقتها. كان يعاني من همومه الثابتة بالإضافة إلى الحب الذي غزاه ليبلغ بحدة الصراع في نفسه درجة الجنون؛ لذلك رحب بزيارة أصيلة حجازي ليهرب من نفسه ولو ارتكب في سبيل ذلك حماقة مأمونة العواقب. كان بحاجة إلى الهرب ولم تكن قدرية في متناول يده كل يوم. صافح الناظرة. جلس وهو يقول: مسألتك تسير في طريق الحل ..
سرعان ما غنت مفاتن جسدها لحنها الجهنمي على أوتار فستانها المنقوش بالورد. وتساءلت وهي ترنو إليه بمودة: هل أنتظر طويلا؟
رأت أم حسني أن تذهب لإعداد القهوة فركبه تصميم جنوني على حسم الموضوع، وتوجيه ضربة غير متوقعة مستهينا بالعواقب. قال: لن تنتظري طويلا .. - بفضلك. - الحق أن كل شيء يتوقف على قوة أعصابك. - الظاهر أنه ينبغي أن أنتظر بعض الوقت؟
فقال بنبرة جديدة تماما كأنما يفتتح بها موضوعا جديدا لا صلة له بما قبله: اسمحي لي أن أصارحك بإعجابي!
فغضت بصرها موردة الوجنتين فقال: إنه إعجاب صادق، إعجاب رجل بامرأة، أنت تفهمين ذلك ..
فلم تنبس ولكنها تبدت سعيدة وعلى وشك دخول الجنة .. - ولكن يجب الحذر، يلزم المصارحة بأمر آخر لعله لا يروقك ..
لمحته مستطلعة فقال: فكرة الزواج مستحيلة!
راقبها وهي تتحول إلى رماد ثم قال بجرأة وبلا رحمة: عندي ألف سبب وسبب والدنيا أسرار ..
تساءلت بصوت مريض: ماذا دعاك لمصارحتي بذلك؟
Página desconocida