٦- أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السلمي كتابةً قال: ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد النيسابوري عن علي بن موسى البصري، عن ابن جريج، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «اهدوا لموتاكم»، قلنا: وما نهدي يا رسول الله الموتى؟ قال: «الصدقة والدعاء» ثم قال رسول الله ﷺ: «إن أرواح المؤمنين يأتون كل جمعة إلى سماء الدنيا فيقفون بحذاء دورهم وبيوتهم فينادي كل واحد منهم بصوت حزين: يا أهلي وولدي وأهل بيتي وقراباتي، اعطفوا علينا بشيء، رحمكم الله، واذكرونا ولا تنسونا، وارحموا غربتنا، وقلة حيلتنا، وما نحن فيه، فإنا قد بقينا في سحيق وثيق، وغم طويل، ووهن شديد، فارحمونا رحمكم الله، ولا تبخلوا علينا بدعاء أو صدقة أو تسبيح، لعل الله يرحنا قبل أن تكونوا أمثالنا، فيا حسرتاه وانداماه يا عباد الله، اسمعوا كلامنا، ولا تنسونا، فأنتم تعلمون أن هذه الفضول التي في أيديكم كانت في أيدينا، وكنا لم ننفق في طاعة الله، ومنعناها عن الحق فصار وبالًا علينا ومنفعته لغيرنا، والحساب والعقاب علينا»، قال: «فينادي كل واحد منهم ألف مرةٍ من الرجال والنساء، اعطفوا علينا بدرهم أو رغيف أو كسرة» قال: فبكى رسول الله ﷺ وبكينا معه، فلم نستطع أن نتكلم ثم قال: «أولئك ⦗١٧٥⦘ إخوانكم كانوا في نعيم الدنيا، فصاروا رميمًا بعد النعيم والسرور»، قال: «ثم يبكون وينادون بالويل والثبور والنفير على أنفسهم يقولون: يا وليتنا لو أنفقنا ما كان في أيدينا ما احتجنا [.. ..] فيرجعون بحسرة وندامة، فينادون: ما أسرع ما تبكون أنتم على أنفسكم ثم لم ينفعكم فبادروا قبل أن تلحقوا بنا، فتكونوا أمثالنا، وقد نصحنا لكم، مهلًا مهلًا ثم ينادون بأجمعهم إن كنا أيسنا من أهالينا فإن الرحمن يذكرنا [.. ..] هو يرحمنا، فإن رحمته وسعت كل شيء»، فقالوا: يا نبي الله! صف لنا الصدقة للأموات فقال: «إنك لتصدق عن ميتك بصدقة فيجيئه ملك من الملائكة بطبق من نور فيجعلها على الطبق ولها نور ساطع في سبع سماوات، فيقوم على شفير قبره فينادي: السلام عليك يا صاحب القبر الغريب إن أهلك أهدوا إليك بهدية فاقبلها»، قال: «فيدخل الله في قبره وينور له في قبره، ويوسع عليه بها، من أعطى صدقة لميت فله عند الله من الثواب، مثل جبل أحد، ومثل جبل [..] وهو في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله، ولا حساب عليه، فتصدقوا رحمكم الله على موتاكم فانتم تنجون يوم القيامة من عذاب الله وتفرحون في جنة الله» .
1 / 174