El relato de Isa ibn Hisham
حديث عيسى بن هشام
Géneros
صاحب الحانوت :
لولا أن الموت حجاب كثيف وحجاز منيع بين ظهر الأرض وبطنها لقلت: إنك سيدي وأميري، ويشهد الله أنني كلما أمعنت في وجهك وسمعت لصوتك كاد يطير عقلي ويندهش لبي لاستحكام الشبه بينك وبين سيدي المرحوم.
الباشا :
إني أنا سيدك وهذه هي العلامة التي تعلمها في جسمي من أثر اللعب بالجريد على مشهد منك في يوم من أيام السباق والرهان. (وكشف الباشا عن ساقه فأراه العلامة، فوقع الرجل منكبا على الأرض من شدة الدهشة يقبل قدم الباشا، ويغسلها بمنحدر الدموع ويقول في بكائه وشهيقه):
صاحب الحانوت :
كيف بالحياة بعد الممات، لحق أنت إحدى المعجزات، وليس ما أراه بغريب فقد شاهدت في هذا العمر الطويل ما لا تحيط بوصفه الأقلام، ولا تتسع له بطون الدفاتر من عجائب الانتقال وغرائب الانقلاب، فلا يبعد بعد ذلك أن تشرق الشمس من مغربها وتخرج الأرض أمواتها من مقابرها.
قال عيسى بن هشام: فقلت للرجل: لا تكثر من الدهشة والحيرة ولا تغرب في الاستغراب والتعجب:
على أنها الأيام قد صرن كلها
عجائب حتى ليس فيها عجائب
واعلم أن القدرة لا تعجز عن شيء في الوجود ولا تحيط بها العقول، ثم قصصت عليه قصة الباشا منذ البداية، فصاح الرجل يبكي ويتضرع ويقول:
Página desconocida