El relato de Isa ibn Hisham
حديث عيسى بن هشام
Géneros
ما معنى هذا اللفظ الأعجمي؟
عيسى بن هشام : «الكارت» بطاقة صغيرة يطبع عليها الاسم والعمل أو الحرفة والصنعة يقدمها الزائر قبل الدخول؛ ليكون المزور بالخيار في قبول الزيارة أو التملص منها.
الباشا :
لقد كانت أبواب التظلم مفتوحة في أيامنا لكل من يطرقها، وكيف ينطبق هذا التضييق على ما تصفه لي من المساواة في الحقوق والإنصاف في الأحكام؟
عيسى بن هشام :
لا يسلم الحال من زيارة زائر بغير شغل أو من لجاجة صاحب حاجة، فوضعت هذه الطريقة ليتفرغ الحكام لأعمالهم.
الباشا :
ألم تكن هيبة الحكام وعزتهم بكافية لصد من ذكرت عن الدنو منهم والتجرؤ عليهم؟
قال عيسى بن هشام: وبادرت إلى القلم فكتبت وريقة باسم الباشا وسلمتها للحاجب، فجاءنا بعد الانتظار بالإذن فدخلنا فوجدنا أمامنا فتى من أجمل الفتيان، قد أرسل لحيته قبل الأوان، يتموج تحتها ماء الشباب، كما يتموج الضوء وراء السحاب، ولما اقتربنا منه بعض الاقتراب، رأيت في يده جريدة حساب، يجمع في أرقامها ويضرب في أعدادها، ثم يضع يده على جبهته، كمن يتذكر رقما سقط من حسبته، وعن يمينه كتاب أعجمي، وعن شماله كتاب عربي، فكتاب اليمين «لفولتير» الفرنسي الملحد، وكتاب الشمال لابن العربي المتصوف الموحد، ولما تقدمنا نحوه سألنا عن حاجتنا، فذكرت له العريضة التي قدمناها وقصصت عليه القصة وشرحت له ما عاملنا به القاضي من سوء المقاطعة في الشهادة والمرافعة، وهنا انبرى الباشا يخاطبه بقوله:
الباشا :
Página desconocida