54- حدثنا صالح بن بشر ، نا أبو اليمان ، نا حريز بن عثمان الرحبي ، عن يزيد بن صليح ، يرده إلى ذي مخبر الحبشي ، وكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ، فسمعته يقول : " إنا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سرية فانصرف فأسرع السير ، ولم يكن يحمله على ذلك إلا قلة الزاد ، وإن الناس تقطعوا من خلفه ، فقال قائل : يا رسول الله ، إن الناس قد تقطعوا من ورائك ، فحبس حتى تأوى إليه أصحابه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ، أو قائل : هل لكم أن نهجع هجعة ؟ فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وأجابوه إلى ذلك ، فنزل ونزل الناس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يكلأ لنا الليلة ؟ فقال ذو مخبر : أنا يا رسول الله ، فأعطاه خطام ناقته ، وقال : هاك ولا تكونن لكعا , قال : فانطلقت غير بعيد ممسكا بخطام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ، وخطام ناقتي ، فخليت سبيلهما ترعيان ، فغلبتني عيناي فما أيقظني إلا حر الشمس على وجهي ، فنظرت يمينا وشمالا فزعا ، فإذا أنا بالراحلتين غير بعيد ، فأخذتهما ، ثم جئت أدنى القوم فأيقظته ، ثم سألته : هل صليتم ؟ فقال : لا وأيقظ الناس بعضهم بعضا ، حتى استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا بلال هل في الميضأة ماء ؟ فقال : نعم يا رسول الله ، فأتاه بالميضأة فتوضأ وضوءا لم يلت منه التراب ، ثم قال : يا بلال أذن , وهو في ذلك غير عجل ، فأذن بلال ، وركع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتي الفجر وهو غير عجل ، ثم أمر بلالا فأقام الصلاة ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غير عجل ، ثم قال قائل : يا نبي الله أفرطنا ؟ فقال : لا ، قبض الله عز وجل أرواحنا ثم ردها علينا فصلينا " .
Página 13