73

ومن المحقق أن المرأة لا تضن براحة ولا سمعة ولا كرامة في سبيل الرجل الذي تتبعل له تبعل الأنثى لفحلها، وقد تأنف من معاشرة الضرة مع رجل لا يملكها بفحولة طبعه ومتانة أسره، ولكنها تقبل معاشرة الضرات طيعة راضية إذا صادفها الرجل الذي يملكها بفحولة طاغية على مشيئتها، وتسرها يومئذ ساعة الحظوة لديه بين ضراتها كأنها نعمة منتزعة من السماء، تظل تحلم بها وكأنها لا تصل إليها إلا أن يسعدها الحظ عند مالكها ومولاها.

وقد تقول «سيدة النادي» غير ذلك بلسانها، ولكنها لا تقول غير ذلك لا بلسانها ولا بقلبها إذا حلت فيها «المرأة الطبيعية» محل السيدة الاجتماعية، وإنما تحل فيها «المرأة الطبيعية» محل سيدة النادي بين يدي «الرجل الطبيعي» الذي ينفذ بها من شعائر العرف المصطنع إلى ما وراءها.

والمرأة بعد لا تتطلع من الرجل إلى شعور أحب إليها من شعور الحماية المحيطة بها والقوة الغالبة عليها؛ ولهذا يرضيها أن يمتزج بمعاملتها شيء من معاملة الطفلة المدللة ولو من ابنها وأخيها. فأحب الرجل إلى المرأة هو الرجل الذي تسكن إليه طفلة مطمئنة تقبل حنانه وتخاف غضبه وتتوخى رضاه ولا تأنف من تأنبيه وتعذيبه.

تلك هي حواء، في قرارة الوقائع والآراء، لا تتبدل حتى تتبدل الأرض والسماء.

Página desconocida