La Modernidad: Una Introducción Muy Corta
الحداثة: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
أو تسقط للأبد في تعب قديم.
ومن خلال تفسير المرض النفسي كمعنى رمزي أخلاقيا وسياسيا، ربط شعر أودن تحليل الفرد بالمجتمع بوجه عام، وأقر ثورة ضد النظام القائم، وأتاح أسلوبا شبه إكلينيكي به تنازل نوعا ما لجعل التجريدات الأخلاقية ملموسة نابضة بالحياة. ونراه في «الخطباء» يضيف تطورا إلى هذا النوع من الصور الخيالية محولا إياها إلى سرد سريالي عن الثورة: «اليوم الأول من التعبئة»
في ساعة الصفر المرتب لها مسبقا، تعطي الأرملة ذات الجسد المقوس من أثر التهاب المفاصل إشارة الهجوم بالوقوف في وضع مستقيم على درجات سلم كنيسة سانت فيليب. إن قصفا أوليا برسائل هاتفية إباحية لما لا يزيد عن ساعتين من شأنه تدمير «الروح المعنوية» التي أوهنتها بالفعل التنبؤات بالهزيمة التي تشكلت عن طريق غربان متحكم فيها لاسلكيا. كانت قوات الصاعقة مجهزة بقاطعات أسلاك، ومفاتيح ربط، وقنابل تطلق غازات كريهة، مخترقين المنازل عن طريق التسلل، وإسكات جميع المنبهات، وفك صنابير الحمامات، وإزالة السدادات وورق الحمام من المراحيض. الهدف الأول هو مكاتب خدمات نقل الرسائل. وعلى طاولة كل رب أسرة مقال افتتاحي، يصل في الوقت المحدد، كإفطار متأخر، يتهم مواطنين بارزين بإحراق المباني عمدا، وإثارة المنازعات والخصومات بلا مبرر، وتزييف العملة، والنوم في مكاتب البلدية، والتجسس، ووجود أسرار عائلية مشينة، والهرطقة، وإصدار أو التسبب في إصدار تصريحات كاذبة بنية الخداع، والشوفينية، وإدارة بيوت للدعارة والفجور، والتسكع، والعنف الزوجي، والمحسوبية، وممارسة العادة السرية، وممارسة القرصنة في أعالي البحار، والجنوح عن الواقع، واللعب خلال ساعات الحظر، والتخريب، وشرب الشاي، وارتكاب جرائم غير سوية ضد القصر، والنظرات الخبيثة، وحرق الإرادة، والجبن.
يمثل هذا محاكاة ساخرة لخطط التعبئة الخاصة بالجيش الألماني استعدادا للحرب العالمية الأولى، كما رويت في كتاب الجنرال لودندروف «الحرب القادمة» (1931)، ولكن سرعان ما تسربت الشكوك إلى قلب أودن بشأن المنهج السريالي؛ ففي عدد يونيو/يوليو 1936 من مجلة «نيو فيرس» يتساءل مثل جون بول: «ما القيمة الثورية المميزة في التقديم الآلي ... لمادة مكبوتة؟» وهل كانت كل هذه المواد لها «قيمة فنية متساوية»؛ لأن «اللحظة التي يسمح لك فيها إما من نفسك وإما من المجتمع بأن تبوح بما تحب بالضبط، يتركك غياب الضغط مادة بلا شكل.» وإذا كان السرياليون يرفضون العقلانية، فكيف يمكنهم توفيق موقفهم مع الشيوعية والتحليل النفسي، اللذين هما، في النهاية، نظم عقلانية؟ وعلى أي حال، يرى أودن أن:
مهمة علم النفس، أو الفن في هذا المقام، ليست إخبار الناس بالسلوك الواجب انتهاجه، ولكن لفت انتباههم إلى ما يحاول اللاوعي المتجرد إخبارهم به. وبتوسيع معرفتهم بالخير والشر، تكون مهمته هي جعلهم أفضل قدرة على الاختيار، كي يصبحوا مسئولين أخلاقيا عن مصيرهم على نحو متزايد.
وعلى الرغم من اعتقاد بريتون، الوارد فيما سبق، بأننا قد نضطر في النهاية لإخضاع «أغوار عقولنا» إلى «سيطرة عقلنا»، فإن قلة قليلة فقط من السرياليين هم من كان لديهم الاستعداد أو القدرة، مثلما كان الحال مع أودن، لربط دراسة الوهم بتحليل أخلاقي جيد.
الفصل الرابع
الحداثة والسياسة
سوف تصبح أشكال الحياة مثيرة بشكل ديناميكي. فالنوع البشري العادي سوف يرتفع إلى قمم مثيلة لأرسطو أو جوته أو ماركس. وفوق هذه السلسلة الجبلية سوف تظهر قمم جديدة.
ليون تروتسكي، «الأدب والثورة» (1923)
Página desconocida