وتسبق بعض المظاهر النكاح مع ذلك، فعندما يختار الفتى فتاة من عشيرته يؤدي إلى حميه القادم نقودا، فيضع حموه هذا رجله على رأسه ويعده ابنا له، ثم يؤتى بالخطيبة إلى بيتها الجديد لابسة ثيابا فاخرة على صوت الأغاني، فتسجد أمام زوجها فيضع هو والأقارب أرجلهم على رأسها، ثم ترسل لتبحث عن جرة ماء فإذا فعلت هذا الأمر اليسير قامت بشئون المنزل خادمة.
والنكاح الذي يقع على ذلك الوجه يدخل دور التجربة، ولا يعترف به إلا في الشهر السابع من الحبل الأول حين تميس
8
الفتاة في وليمة فاخرة عارضة أمام الجميع تغير قدها فيربط زوجها بعنقها شريطا يدعى بتالي الناير.
شكل 3-3: كوتاوي «نل غيري».
والتودا من القائلين بتعدد الزوجات وتعدد الأزواج معا، وذلك بأن يتزوج رهط من الإخوة رهطا من الأخوات، فيكون لكل زوجة أزواج إخوة ويكون لكل زوج زوجات أخوات، فالفتى يكون بذلك قد تزوج مع زوجته أخوات زوجته كلما بلغن مكتفيا بما تعهد بدفعه إلى كبراهن من المال، ويكون لإخوته حق مشاركته في زوجاته الأخوات على أن يدفعوا نصيبا مما اتفق على تأديته.
والانتحار بسبب الحب ليس من النادر، على ما يظهر، عند أولئك الأقوام الفطريين، ولا سيما عند البداغا، مع ما في نكاحهم وطلاقهم من يسر، أقول هذا وأنا أرى ضرورة وضعه على محك النقد.
والأولاد يوزعون بحسب العمر على أزواج أمهم، فأكبرهم يكون من نصيب الزوج الرسمي، ويكون الولد الثاني من نصيب عمه الأكبر، ويكون الولد الثالث من نصيب عمه الثاني، وهكذا.
وتنزع هذه العادات الفطرية إلى الأفول عند التودا، فالغني منهم يشتري لنفسه زوجة، فأضحى أمر تعدد الأزواج من الذكور مقصورا على طبقاتهم الدنيا.
والأولاد عند وفاة والدهم يقتسمون تركته بالتساوي مع احتفاظ أصغرهم ببيت أبيه على أن يسكن فيه نساء الأسرة ويعولهن.
Página desconocida