8
واللحى المعر
9
يدل على قرباه من العرق الأصفر، وما تراه فيه من الجلود السود يذكرنا بالعرق الملايوي.
والحق أن العنصر التبتي المغولي هو الغالب فيه، ومن الطبيعي أن تجده باديا في جوار الثغرة الشمالية الشرقية التي فاضت منها طوفانات العرق الأصفر إلى تلك البقاع في عدة قرون، وهذا إلى أنك تجد في الأقسام الجبلية أناسا يشابهون مثال الشان في بن ماني، أي مثال الآسيويين الشرقيين الخلص كالذين يسكنون سيام والهند الصينية، فاحتمل أن يكون أولئك قد أتوا منهما.
ولجماعة الكهاسيا الصغيرة المقيمة بحوانب جبال كهاسي ظاهرة عجيبة تجد مثلها في الباسك الساكنين جبال البيرنة الأوربية، وذلك أنهم يتكلمون بلغة لا يمكن ربطها بأية فصيلة من اللغات المعروفة، فهذه اللغة ذات المقطع الواحد تبدو مطوقة غريبة بين مختلف اللغات الهندية التي يسهل تصنيفها.
وأشد الشعوب التي ذكرناها توحشا هم الآبور والغارو، فأما الآبور: فإنهم يعيشون عراة، ولا يمنعهم هذا من أن يحبوا الحلي ويزينوا نساءهم بنطق وأطواق تصل
10
لأقل حركة، ولا يعرف الآبور الزراعة، ويأكلون الفواكه واللحم، وليس عندهم من السلاح غير النبال والرماح والسيوف، ويدينون بأغلظ ضروب الوثنية، ويعدون عنوان الأجيال الفطرية الأولى. وأما الغارو: وهم قوم جبليون، فلا يزوالون يضحون بالقرابين البشرية، وتجد لهؤلاء الوحوش، مع ذلك، بعض المزايا كالصدق مع الأصدقاء والأعداء، والوفاء بالوعود، وازدراء ما يرونه في البنغاليين، المقيمين بالسهول الواقعة تحتهم، من الغدر والختر
11
Página desconocida