وتنتهي بقوار
13
من حديد، وكانوا يضعون على جباههم ريشا من ذهب، وكانت الأعلام تخفق فوق صفوف الجيش.
وكانت الزراعة والحرب وما إليهما من المهن أهم ما يعنى به الآريون.
والآريون إذ سكنوا وادي السند غير ذي الزرع في بعض الأحيان بسبب الجفاف علموا كيف يرقبون الفصول ويرصدون قدوم الأمطار ذات البركات، فكانوا يعدون سحب الرياح الموسمية أبقارا سماوية ترعى في سهول الفلك ويسوسها راع إلهي فتدر من ثديها الثقال السعادة والرخاء على الأرض.
وكان الآريون يثيرون الأرض بمحاريث يجرها بقر، ويعودون إلى منازلهم في فصل الرياح الموسمية على مراكب يجرها بقر.
وكانت المواشي من أهم منابع الثروة عند الآريين، وكان الأريون يمجدون البقرة التي تدر باللبن المغذي فيعنون بتربيتها ويحترمونها ويكادون يعبدونها.
وكان اللبن والسمن أساسي الغذاء عند الآريين، وكان الآريون يريقون منهما للآلهة، وكان الموقد يبلل بالسمن الذائب فيزيد النار سعيرا والإله أغني نورا، وفي الويدا مدح للعسل في كل زمن، فلتضف الفطائر والحلاوى إلى تلك الأغذية المفضلة التي كانت تقدم إلى الآلهة.
وكان الآريون يأكلون اللحم أيضا، وكانوا ماهرين في الصيد فيصمون الفرائس بالسهام أو يصطادونها بالحبائل والأشراك، وكانوا يصطادون السمك بالشباك.
وكان الآريون على علم من الملاحة، فلم يجرءوا في البداءة على غير السير في أنهر سبتا سندهو التي بدت لهم طرقا طبيعية للمواصلات، ثم اتسع نطاق تجارتهم فصارت سفنهم تجري في البحر حاملة سلعا على ألا تبعد من الشواطئ المجاورة لمصاب نهر السند.
Página desconocida