ويندر شجر الغاب في جزيرة العرب، والنخل أظهر ما فيها، وهو الذي يكون به لمناظر الشرق شكل خاص.
وتصلح الأماكن الخصبة من جزيرة العرب لمثل النبات الذي يزرع في أوربة، كالمشمش والخوخ والتين واللوز والعنب والقمح والذرة والشعير والدخن
11
والفول والتبغ ... إلخ.
ومع أن الزراعة في حقول اليمن جيدة، فإن العمل فيها شاق؛ لما تحتاج إليه من السقي الدائم بمياه المطر التي تجمع في الآبار وبين الأسداد.
وتعرف جزيرة العرب مثل ما نعرف من الحيوانات الأهلية؛ كالبغال والحمير والبقر والضأن والمعز ... إلخ، ولا تجهل جزيرة العرب الكثير من الضواري كالأسد والنمر والفهد.
شكل 1-2: البادية من صورة فوتوغرافية.
وليست الضواري أشد ما يخاف سكان جزيرة العرب، ففيها الجراد الذي قد يأتي على الأخضر واليابس، وقد لا يخلو الجراد من فائدة مع ذلك، فهو في الغالب، غذاء المسافرين في البادية، وطعام مطاياهم أسابيع كثيرة.
والخيل والجمال أكثر حيوانات جزيرة العرب نفعا للإنسان، فأما الجمل، وهو أفضل حيوان أهلي عند العرب، فلا تقطع البادية بغيره، وهو لقناعته وقوته واحتماله المشاق وصبره على العطش أياما، لا يقوم مقامه حيوان في الركوب وحمل الأثقال، وهو يستطيع أن يجوب البادية بين حلب والبصرة حاملا 500 رطل مع علف قليل، وهو يقدر أن يأكل ما لا يقدر حيوان عليه من الطعام، وقد عجبت منه حين رأيته يأكل هادئا مطمئنا أوراق الصبار التي تكون على جوانب الطرق فيشبه شوكها المسلات.
وأما الخيول العربية؛ فذات شهرة عالمية، وهي إذ وصفت غير مرة، وكان ما قاله پلغريڨ من أحسن ما قيل فيها، فإنني أقتطف منه ما يأتي:
Página desconocida