والجدب والحر من أظهر ما عرفت به جزيرة العرب منذ القديم، والجدب على الخصوص، هو أشد ما تعانيه، ولم ينشأ عن قطع أشجار غابها بالتدريج سوى زيادة القحط، شأن بلاد الجزائر الخصيبة في العهد الروماني، والجديبة في الوقت الحاضر.
شكل 1-1: خريطة جزيرة العرب ومصر (وفق أحدث الوثائق).
ويدوم المطر في جزيرة العرب بضعة أشهر على العموم، ومتى احتبس عم الخراب، وأصبحت تلك البلاد غير صالحة للسكن تقريبا، ويقترن القحط في جزيرة العرب بريح السموم في الغالب.
وريح السموم وعدم الماء أشد ما تقاسيه القوافل في جزيرة العرب من أخطار، قال مسيو ديڨرجيه: «تعرف القافلة، وهي تتوغل في الصحراء، علامات ريح السموم الأولى، وهي: أن السماء تظهر في الأفق مغراء
1
ثم قهباء
2
ودكناء،
3
والشمس تضعف أشعتها فتصبح حمراء، والرمال الناعمة تملأ الجو والهواء، والرياح تثيرها فتغدو كالبحر المزبد الذي تحركه العاصفة الهوجاء.
Página desconocida