شكل 5-11: داخل مسجد سيدي أبي مدين في تلمسان (من صورة فوتوغرافية).
شكل 5-12: مقدم الجامع الكبير في الجزائر.
والآن نكتفي بذكر أهم مباني العرب الأثرية مختارين من مبانيهم الدينية ما سمح الدهر ببقائه في شمال إفريقية كما صنعناه سابقا. (3-1) جامع القيروان
أنشأ فاتح إفريقية الشهير عقبة بن نافع مدينة القيروان، وبنى فيها، في سنة (55ه / 675م) جامعها الكبير المربع الذي جدد بناؤه عدة مرات فيما بعد، ولا سيما في سنة (205ه / 820م) والذي تعلوه قباب منخفضة، ويحيط به سور، وتشرف عليه مئذنة كبيرة مربعة عريضة القاعدة ذات ثلاث طبقات متفاوتة الاتساع، وذاع طراز هذه المئذنة المربعة في إفريقية الشمالية، وكان شائعا في الأندلس على الأرجح.
ولجامع القيروان الكبير وآثارها الدينية الأخرى قيمة أثرية كبيرة مع ما نالته من التجديد والترميم غير مرة كما نذكر ذلك في فصل آخر، ولم تنشر صور هذه المباني، التي لم يزرها الأوربيون إلا في الزمن الأخير، في أي كتاب حتى الآن.
ودفن عقبة بن نافع، الذي أنشأ القيروان، بالقرب من بسكرة، ويعد مسجد «سيدي عقبة» الذي يضم قبره، أقدم المباني الإسلامية في إفريقية، ولهذا المسجد مئذنة مربعة. (3-2) مسجد سيدي أبي مدين في تلمسان
كانت تلمسان عاصمة المغرب الأوسط فيما مضى، وبني مسجدها في سنة (739ه / 1388م) وتم إنشاء المدرسة التابعة لهذا المسجد في سنة 747ه، وتعد هذه المدرسة من أهم المباني التي من نوعها في إفريقية حتى الآن، وكانت تدرس العلوم والتاريخ فيها أيام ارتقاء العرب، ويمكن القارئ أن يتمثل فن عمارتها من الصورة التي نشرناها في هذا الكتاب. (3-3) مساجد الجزائر
تكاد مساجد الجزائر تكون عصرية، ولذا فليس فيها ما يستحق البحث، وأهم ما فيها مسجدها الجامع الكبير الذي أقيم في القرن العاشر من الميلاد، والذي أصابته يد التغيير في مختلف الأزمنة، فبنيت مئذنته المربعة في القرن الرابع عشر من الميلاد .
شكل 5-13: مئذنة المسجد الكبير في طنجة (من صورة فوتوغرافية).
وليس في داخل هذا المسجد الجامع الكبير الذي كلس في الوقت الحاضر شيء من الزينة، وتقوم أقواسه التي يستند إليها سقفه على أعمدة مربعة، وأنشئت هذه الأقواس المفرض كثير منها على شكل نعل الفرس ورسم البيكارين.
Página desconocida