وباطن سقف جامع ابن طولون، المستند إلى تلك الأقواس، مصنوع من الخشب كما في جامع عمرو أيضا، ولا ترى فيه زخارف ونقوش متدلية، وما في أطنافه ونوافذه وأسفل حناياه من الأزهار والأغصان المصنوعة يذكرنا بالطراز البزنطي مبشرا بظهور فن الزينة العربي.
وتقرأ على أطناف باطن ذلك السقف خطوط كوفية منقورة في الخشب.
وتعلو جدران ذلك الجامع شرف ذات منافذ للضياء.
وبني ذلك الجامع من الآجر المكسو بملاط من الكلس والرخام، وصنعت نقوشه وزخارفه من هذا الملاط أيضا.
ولم يبق لذلك الجامع سوى مئذنة واحدة، وهي برج مدرج مربع في أسفله، أسطواني في وسطه مثمن الزوايا في أعلاه.
شكل 4-17: سهل القبور في أسفل القلعة وجامع محمد علي (من صورة فوتوغرافية).
ويرى في ساحة ذلك الجامع حوض جميل مغطى ذو نوافذ مثلثة في أعلى بابه.
وأصاب الوهن جامع ابن طولون، ولم تبال حكومة مصر بهذا الأثر الفني العربي القديم، كما أنها لم تبال بغيره من الآثار العربية، ويرى الناظر سقفه وجدرانه وكل شيء فيه على شفا الانهيار، ولن تمضي سنون قليلة حتى يصبح أنقاضا، وقد اضطررنا لدخوله إلى كسر أحد أبوابه المسمرة؛ منعا للناس من زيارته. (4-3) الجامع الأزهر (359ه / 970م)
شكل 4-18: داخل جامع المؤيد (من تصوير كوست).
الجامع الأزهر أرقى زخرفا من جامع ابن طولون، ولكنه يجب على من يدرسه أن يذكر أن كثيرا من دقائقه تم بعد إنشائه بزمن طويل.
Página desconocida