Civilización Árabe en Al-Ándalus: Cartas Históricas en un Hermoso Molde Ficticio
حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
Géneros
صاحب القسطنطينية كان قد أرسل سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة للهجرة بطريقا في البحر في جيش عرمرم إلى جزيرة صقلية، فأرسل الحسن إلى المنصور العبيدي يعرفه الحال، فأرسل إليه أسطولا فيه سبعة آلاف فارس، وثلاثة آلاف راجل سوى البحرية، وجمع الحسن إليهم جمعا كثيرا وسار من بلرم؛ قصبة صقلية في البر والبحر، فوصل إلى مسيني، وعبرت العساكر الإسلامية إلى ريو هذه، وبث الحسن سراياه في أرض قلورية، ونزل هو على بلد يسمى جراجة وحاصرها أشد حصار حتى أشرف أهلوها على الهلاك من شدة العطش.
وإنه لفي ذلك إذ وصله الخبر أن الروم قد زحفوا إليه، فصالح أهل جراجة على مال أخذه منهم وسار إلى لقاء الروم، ففروا من غير حرب إلى مدينة تدعى بارة، ونزل الحسن على قلعة تعرف بقلعة قسانة، وبث سراياه إلى قلورية، وأقام عليها شهرا فسألوه الصلح، فصالحهم على مال أخذه منهم، ودخل الشتاء فرجع الجيش إلى مسيني، وشتى الأسطول بها، فأرسل إليه المنصور يأمره بالرجوع إلى قلورية، فسار الحسن وعبر المجاز إلى جراجة، فالتقى المسلمون والروم يوم عرفة سنة أربعين وثلاثمائة، فاقتتلوا أشد قتال رآه الناس، فانهزمت الروم، وركب المسلمون أكتافهم إلى الليل، وغنموا أثقالهم وسلاحهم ودوابهم، ثم دخلت سنة إحدى وأربعين، فقصد الحسن جراجة فحصرها، فأرسل إليه الأنبرور يطلب منه الهدنة فهادنه، وعاد الحسن إلى ريو وبنى بها مسجدا كبيرا في وسطها، وشرط على الروم أنهم لا يمنعون المسلمين من عمارته، وإقامة الصلاة فيه والأذان، وأن لا يدخله نصراني، ومن دخله من الأسارى المسلمين فهو آمن، سواء كان مرتدا أو مقيما على دينه، وإن أخرجوا حجرا منه هدمت كنائسهم كلها بصقلية وأفريقية، فوفى الروم بهذه الشروط كلها ذلة وصغارا.
49
أما قلورية فهي جزيرة كبيرة داخلة في البحر مستطيلة شرقي جزيرة صقلية، وأهلها إفرنج، ولها بلاد كثيرة، وأرض واسعة ينسب إليها - فيما أحسب - أبو العباس القلوري؛ حدث عنه أبو داود السجستاني في سننه،
50
وقد غزا المسلمون أزمان بني الأغلب هذه الجزيرة وأرض أنكبردة «لومبارديه»، وأمعنوا فيهما، واستولوا على مدينة بارة
51
الواقعة على جون البنادقين
52
أيام قارلة
Página desconocida