============================================================
فلا زلت موزوعا لعينا مبفضا وأبعدك الرحمان واجتاحك الردى(1) وكان الأشعث دعيا في كندة؛ ولذلك قال علي ت فيما حكى الأسود بن سعد بن قيس الهمداني : أن عليا كان جالسا في الرحبة إذ طلع الأشعث بن قيس فسلم ثم جلس فقال : يا أمير المؤمنين جئت خاطبا، قال: لمن؟ قال: إليك قال أحمقة : كحمقة أبي بكر يا شعث، يأبى ذلك عليك شنجيت، فقال الأشعث: وما شتجيت؟ قال رجل من الفرس لما تمزق ملك بني عمرو بن معاوية شخص مع كندة إلى اليمن، وابنه خرزاذ معه غلام، فلما انتهوا الى حضرموت هلك شنجيت، فانتسب خرزاذ جدك الذي يقال له : معدي كرب إلى جبلة بن معساوية. وكان الاشعث لما ارتد عن الإسلام وتحصن بحصنه النحير بعث إليه أبو بكر زياد بن لبيد البياضي، فاخذه فمن عليه أبو بكر وزوجه أخته أم فروة؛ فلذلك قال علي گيت : أحمقة كحمقة أبي بكر(2).
ال وروي عن محمد بن حنيف قال : والله إنى لأصلي تلك الليلة التي ضرب فيها ابن ملجم عليا قريبا من السدة في رجال كثير من أهل البصرة ، إذ خرج علي لصلاة الغداة، فتظرت إلى بريق السيف، وسمعت: الحكم لله لا لك يا علي ولا لأصحابك، ثم سمعت عليا ع يقول: لا يفوتنكم الرجل، فلم أبرح حتى أخذ ابن ملجم وأدخل على علي فسمعته يقول : النفس بالنفس ان هلكت فاقتلوه كما قتلني، وإن بقيت رآيت فيه رأي. فبيناهم عنده- وابن ملجم مكتوف بين يدي الحسن تا- إذ نادت أم كلثوم بنت علي هيهم: إنه لا باس على أبي، والله مخزيك يا عدو الله، فقال: فعلام تبكين؟ فوالله لقد شريته بألف، وسممته بألف، ولو كانت هذه الضربة لجميع الناس ما بقي منهم (1) المصابيح 336.
(2)المصابيح 377.
(95
Página 108