Jardines de luz y visiones de secretos en la biografía del Profeta escogido

Ibn Cumar Bahraq Hadrami d. 930 AH
80

Jardines de luz y visiones de secretos en la biografía del Profeta escogido

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

Investigador

محمد غسان نصوح عزقول

Editorial

دار المنهاج

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٩ هـ

Ubicación del editor

جدة

وأوف بنذرك، فأسهم بينهم، فخرج السّهم على عبد الله، فلمّا أراد أن يذبحه منعته قريش، لئلّا يكون فيهم سنّة، فأفتاه كاهن أن يسهم عليه وعلى عشر من الإبل- وكانت العشر عندهم دية الرّجل- ففعل، فخرج السّهم على عبد الله، فقال له الكاهن: زد عشرا، فإنّ ربّك لم يرض، فزاد عشرا، فخرج السّهم على عبد الله، فقال: زد عشرا، فزاد عشرا، فلم يزل يخرج السّهم على عبد الله، حتّى بلغ العدد مئة، فخرج السّهم على الإبل، فقال له: أعد القرعة، فأعادها، فخرج السّهم على الإبل، ثمّ أعادها فخرج على الإبل، فقال له: قد رضي ربّك، فانحرها فداء عن ابنك، ففعل، فاستمرّت الدّية في قريش مئة من الإبل، ثمّ جاء الشّرع فقرّرها دية لكلّ مسلم من المسلمين. [أصحاب الفيل وما جرى لهم] وأمّا أصحاب الفيل: فإنّ الحبشة لمّا ملكت (اليمن) وعليهم أبرهة الأشرم، وكانوا بنوا كنيسة ب (صنعاء) كالكعبة، وصرفوا حجّاج (الكعبة) إليها، فدخلها ليلا رجال من قريش ولطّخوها بالعذرة «١» وهربوا، فلمّا علم بذلك أبرهة عزم على هدم (الكعبة)، فتجهّز في جيش عظيم، فلمّا شارف (مكّة) أغار على سرحها «٢»، فاستاق أموال قريش، ونزل ب (عرفة)، فخرج إليه عبد المطّلب، فلمّا رآه أبرهة نزل له/ عن سرير ملكه إجلالا له، وسأله عن حاجته، فذكر أنّ له نحو مئة من الإبل فردّها عليه، فقيل لعبد المطّلب: هلّا كلمته في الانصراف عن (الكعبة)؟ فقال: أنا ربّ إبلي، والكعبة لها ربّ يحميها.

(١) العذرة: الغائط. (٢) السّرح: الماشية من الغنم والإبل.

1 / 91