وروى ابن سعد في «طبقاته»: أنّه ﷺ كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معدّ بن عدنان بن أدد ثمّ يمسك ويقول: «كذب النّسّابون» ويقول: قال الله تعالى وَقُرُونًا بَيْنَ ذلِكَ كَثِيرًا [سورة الفرقان ٢٥/ ٣٨] «١» .
قال العلماء: وبطون قريش هم ولد النّضر بن كنانة، وهم قومه الّذين شرّفهم الله به في قوله تعالى: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ [سورة الزّخرف ٤٣/ ٤٤]- أي: ثناء وشرف- وهم عشيرته الأقربون في قوله:
وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ [سورة الشّعراء ٢٦/ ٢١٤] لما في «صحيحي البخاريّ ومسلم» أنّه ﷺ لمّا نزلت هذه صعد على الصّفا فجعل ينادي: «يا بني فهر، يا بني عديّ، يا بني عبد مناف- لبطون قريش-: اشتروا أنفسكم من الله، لا أغني عنكم من الله شيئا» الحديث «٢» .
واتّفق أهل الجاهليّة والإسلام على أنّ قريشا أفضل العرب، وأنّ بني عبد مناف أفضل قريش، وأنّ بني هاشم أفضل بني عبد مناف، وأنّه ﷺ أفضل بني هاشم، وفي ذلك يقول عمّه أبو طالب، [من الطّويل] «٣»:
إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر ... فعبد مناف سرّها وصميمها «٤»