(إنّ بني عامر- أي: ابن لؤيّ- لا تجير على بني كعب بن لؤيّ بن غالب)، فبعث إلى المطعم بن عديّ النّوفليّ، فلبس سلاحه، هو وأهل بيته، وخرجوا إلى المسجد، وبعثوا إلى النّبيّ ﷺ أن ادخل، فدخل ﷺ في جوارهم، فطاف ب (الكعبة) وانصرف.
فلمّا كان يوم (بدر) قال النّبيّ ﷺ: «لو كان المطعم بن عديّ حيّا وكلّمني في/ هؤلاء [النّتنى]- يعني: الأسرى- لتركتهم له» «١» وكانوا سبعين أسيرا.
[عرض النّبيّ ﷺ نفسه على القبائل]
وفي «٢» السّنة الحادية عشرة، في الموسم منها: اجتهد النّبيّ ﷺ في عرض نفسه على القبائل في مجامعهم بالموسم ب (منى، وعرفات) أيّهم يمنعه ويؤويه.
واجتمعت قريش إلى الوليد بن المغيرة ليأمرهم بما يرمون به النّبيّ ﷺ في الموسم، لتكون كلمتهم واحدة، وعرضوا عليه أن يقولوا ساحر أو شاعر أو كاهن أو مجنون، فقال: (والله ما هو بشاعر ولا ساحر ولا كاهن ولا مجنون، ولقد سمعت قولا ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجنّ)، قالوا: فكيف نقول فيه؟
ففكّر في نفسه، ثمّ قال: (إنّ أقرب القول فيه أن تقولوا ساحر، جاء بقول هو سحر يفرّق بين المرء وزوجه، وبين المرء وأخيه، فتفرّقوا على ذلك، وجعلوا يلقونه إلى من قدم إليهم من أهل الموسم.