حتّى قدمت العير، بعد أن دعا النّبيّ ﷺ ربّه أن يحبسها له «١» .
وأمّا النّوع الثّاني: وهو نبع الماء من بين أصابعه ﷺ،
فالأحاديث فيه كثيرة.
ففي «الصّحيحين»، عن أنس ﵁، قال: رأيت رسول الله ﷺ وقد حانت صلاة العصر، فالتمس النّاس الوضوء «٢»، فلم يجدوه، فأتي رسول الله ﷺ بوضوء- وفي رواية: بإناء لا يكاد يغمر أصابعه- فوضع [رسول الله ﷺ] يده في ذلك الإناء، وأمر النّاس أن يتوضّؤوا منه.
قال: فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه، حتّى توضّؤوا عن آخرهم «٣» .
وفي «الصّحيحين» أيضا، عن ابن مسعود ﵁ قال:
بينما نحن مع رسول الله ﷺ وليس معنا ماء، فقال [لنا رسول الله ﷺ]: «اطلبوا من معه فضل ماء»، فأتي بقليل ماء فصبّه في إناء، ثمّ وضع كفّه فيه، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه ﷺ «٤» .
فائدة [: في طلبه ﷺ فضل ماء]
قال العلماء: وإنّما طلب فضل الماء ليكون من باب تكثير القليل، لا من باب الإيجاد من العدم، لئلّا يتوهّم أحد أنّه الموجد للماء.