ولو لم يكن إلّا قوله ﷺ: «إنّ من عباد الله، من لو أقسم على الله لأبرّه» «١» - أي: لأكرمه- لكفى.
وسئل الإمام أحمد- رحمه الله تعالى-: ما بال الصّحابة لم ينقل عنهم من الكرامات ما نقل عمّن بعدهم؟ فقال: لقوّة إيمانهم.
وسئل النّوويّ- رحمه الله تعالى-: ما بال العلماء لا يظهر عليهم ما يظهر على العبّاد؟ فقال: لعزّة الإخلاص في العلم دون العبادة.
ولا فرق بين الكرامة والمعجزة إلّا اقتران المعجزة بدعوى النّبوّة.
نعم، قد تلتبس الكرامة بالسّحر، فإنّه أيضا أمر خارق للعادة، وإنّما الفرق بين الكرامة والسّحر باتّباع الولي للرّسول، ومخالفة السّاحر له.
فالكرامة الّتي لا يتطرّق إليها تلبيس «٢» هي الاستقامة.
قال العلماء: ويستحيل أن يظهر الخارق مع دعوى النّبوّة على يد الكاذب، وكلّ كرامة لوليّ معجزة لنبيّه، لدلالة صدق التّابع على صدق المتبوع. والله أعلم.